حي العزيزية داخل ضمن حدود الحرم المكي ، والصلاة فيه أفضل وأعظم أجرا من الصلاة خارج الحرم من مناطق الحل ، أما مسألة هل تضعف الصلاة فيه إلى مئة ألف صلاة كما هو في المسجد الحرام فهي مسألة خلافية ، والأحوط قصد الصلاة في المسجد الحرام لطلب هذه الفضيلة.
حيث أن حدود الحرم المكي التي تحد المنطقة التي لها أحكام خاصة من حرمة الصيد ومضاعفة الحسنات والسيئات هي من وضع إبراهيم عليه الصلاة والسلام في الأساس وكانت لها علامات قديمة معروفة ذكرها الفقهاء في كتبهم :
قال النووي في كتابه المجموع شرح المهذب " ومعرفة حدود الحرم من أهم ما يعتنى به لكثرة ما يتعلق به من الأحكام، وقد اجتهدت في إيضاحه وتتبع كلام الأئمة في إتقانه على أكمل وجوهه بحمد الله - تعالى -, فحد الحرم من جهة المدينة: دون التنعيم عند بيوت بني نفار, على ثلاثة أميال من مكة، ومن طريق اليمن: طرف أضاة لبن على سبعة أميال من مكة، ومن طريق الطائف: على عرفات من بطن نمرة على سبعة أميال، ومن طريق العراق: على ثنية جبل بالمقطع على سبعة أميال، ومن طريق الجعرانة: في شعب آل عبد الله بن خالد على تسعة أميال، ومن طريق جدة، منقطع الأعشاش على عشرة أميال من مكة.... إلى أن قال: واعلم أن الحرم عليه علامات منصوبة في جميع جوانبه ذكر الأزرقي وغيره بأسانيدهم أن إبراهيم الخليل عليه السلام علمها، ونصب العلامات فيها وكان جبريل عليه السلام يريه مواضعها، ثم أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بتحديدها ثم عمر ثم عثمان ثم معاوية رضي الله عنهم. وهي إلى الآن بينة ولله الحمد).
فهذه الحدود توقيفية وليست اجتهادية وما زالت الأمة تتنناقلها خلفا عن سلف.
وقد وضعت لها علامات حديثة واضحة من قبل لجنة من العلماء ، و تحديدها بالطرق الحديثة كما يلي :
- باتجاه طريق جدة السريع (21كم) من جدار المسجد الحرام الغربي من باب الملك فهد وحتى العلمين الجديدين على الطريق.
- باتجاه طريق الليث اليمن الجديد (20كم) من جدار المسجد الحرام الجنوبي وحتى العلمين الجديدين على الطريق.
- باتجاه طريق الطائف الهدى الجديد (14.600كم) من جدار المسجد الحرام الجنوبي وحتى العلمين الجديدين على الطريق السريع (الطائف الهدى) بالقرب من جامعة أم القرى. - - باتجاه طريق الطائف السيل السريع) 13.700كم) من جدار المسجد الحرام الشرقي وحتى العلمين الجديدين على طريق الطائف.
أما مضاعفة الأجر في حي العزيزية فهو يرجع إلى مسألة أن مضاعفة الأجر هل تختص بالمسجد الحرام فقط فلا يدخل حي العزيزية ضمنها ، أم هي عامة في الحرم فيدخل حي العزيزية ضمنها ؟
المسألة فيها خلاف بين العلماء :
- ذهب بعضهم منهم ابن حزم وابن القيم ونسب إلى جمهور العلماء وهو رأي اابن باز وفتوى اللجنة الدائمة من المعاصرين أن المضاعفة ليست خاصة بالمسجد الحرام وإنما عامة في الحرم ، وعليه تدخل منطقة العزيزة ضمنها .
- وذهب آخرون منهم النووي وابن عثيمين من المعاصرين وغيره إلى أنها خاصة بالمسجد الحرام ، فلا يشركها غيرها من مناطق الحرم في التضعيف بمئة ألف صلاة ، وإن كانت الصلاة في الحرم عموما أفضل من الصلاة في الحل .
فالخلاصة ان الصلاة في العزيزية أفضل من الصلاة في خارج الحرم لدخول العزيزية ضمن حدود الحرم ، ولكن التضعيف بمئة ألف صلاة مختلف فيه والأولى قصد المسجد الحرام لأجله .
والله اعلم