نعم/ جميع من في الكون يسبح الله تعالى، فالجماد والكائنات جميعها والأشجار والحشرات والهوام تسبح الله تعالى.
فكل شيء في الوجود يسبح الله تعالى، ولكننا لا نفقه ولا نفهم تسبيحهم ومن الأدلة القرآنية على تسبيح الجمادات:
- قول الله سبحانه وتعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} سورة الإسراء: آية رقم 44،
- وقال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) سورة النور: آية رقم 41،
- وقال الله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}. سورة الجمعة آية رقم 1
ومن الأدلة التي تثبت تسبيح الجمادات- قول الله تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)، سورة الإسراء: الآية رقم 44
- وقال الله تعالى (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ)، «سورة ص: الآية رقم 18
- كما قال الله تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ...)، سورة الحشر: الآية رقم 21
- كما أن الرعد يسبح الله تعالى فقال الله تعالى: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)، سورة الرعد: الآية رقم 13
- وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا سمع الرعد قال: «سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته»، ثم يقول: «إن هذا لوعيد لأهل الأرض شديد».
- فمن المعروف بأن المسلم يسبح الله تعالى بقول سبحان الله أو سبحان الله وبحمده. وسبحان الله العظيم.
- ولكن تسبيح الجمادات والحيوانات والسماء والأرض غير تسبيحنا نحن بلا شك، ولا نستطيع أن نفهم تسبيحهم كما قال الله تعالى: ولكن لا تفقهون تسبيحهم. فهذا هو تسبيح كل شيء بحمد الله تعالى بلا شك،
- وقال ابن حزم: ومحصله نفي أن يكون للجمادات تسبيح وتمييز بالمعنى الموجود في الإنسان. وهو حق لا شبهة فيه ولا يسوغ لأحد إنكاره. (محاسن التأويل)
- كما قال ابن كثير: إن المؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله، والكافر مستسلم لله كرها، فإنه تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم الذي لا يخالف ولا يمانع.
- وقال السعدي: بأن الخلق كلهم منقادون بتسخيره مستسلمون له طوعا واختيارا، وهم المؤمنون المسلمون المنقادون لعبادة ربهم، وكرها وهم سائر الخلق، حتى الكافرين مستسلمون لقضائه وقدره لا خروج لهم عنه، ولا امتناع لهم منه، وإليه مرجع الخلائق كلها، فيحكم بينهم ويجازيهم بحكمه الدائر بين الفضل والعدل.
- ولهذا لما ذكر الله تعالى سجود الكائنات له طواعية، فصَّل في حال الناس فقال: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ. سورة الحج: الآية رقم 18
- قال ابن كثير: يخبر تعالى عن عظمته وسلطانه الذي قهر كل شيء، ودان له كل شيء، ولهذا يسجُد له كلّ شيء طوعا من المؤمنين، وكرها من المشركين.
كما ورد في السنة النبوية أحاديث تدل على تسبيح الجمادات والحيوانات:
- فقد روى أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قرصت نملة نبياً من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: أن قرصتك نملة فأحرقت أمة من الأمم تسبّح) صحيح البخاري.
- صح عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: إني انطلقت ألتمس رسول الله في بعض حوائط المدينة فإذا رسول الله قاعد فأقبل إليه أبو ذر حتى سلم على النبي، قال أبو ذر: وحصيات موضوعة بين يديه فأخذهن في يده فسبحن في يده، ثم أخذهن فوضعهن على الأرض فخرسن ثم أخذهن فوضعهن في يد عمر فسبحن في يده ثم أخذهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن فوضعن في الأرض فخرسن) تخريج كتاب السنة.
- عن عبد الله قال: إنكم تعدون الآيات عذابا وإنا كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بركة لقد كنا نأكل الطعام مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام، قال وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فوضع يده فيه فجعل الماء ينبع بين أصابعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم حي على الوضوء المبارك والبركة من السماء حتى توضأنا كلنا) – صحيح الترمذي.
فكل شيء يسبح لله تعالى السموات والأرض والحصى والهوام والطعام والشراب والأشجار وكل شيء.
فلا إله إلا أنت سبحانك أنا كنا من الظالمين.