انظر معي هذا التفصيل وأخبرني هل صحيح أم خطأ،
كل الناس تدعي الطيبة وغيره سيء وشرير، والجميع مظلوم وغيره ظالم، فكلمة كل لا تبقي شيئا للطرف الآخر، فهل يعقل هذا؟؟؟!!!
الكل يصرح بأحقيته في القضية، والجميع يتباكى وبحرقة،
كل له وجهة نظره التي يتمسك بها، وعليه فالأمر نسبي وحتى النخاع،
قد يظلم أحدهم من حيث لا يدري أنه يظلم وهذا أحسن الاحتمالات، ويقول ببراءته ويتنصل من جرمه مقدما كل أسباب دوافع عمله المشروعة والمشروع،
كما يحدث في علم الجريمة وأن المجرمين مظلومون لأنهم وصلوا إلى إجرامهم بظلم من حولهم لهم، وما هم إلا نتاج ظلم، وهكذا الأسطوانة الفارغة الفاسدة في تنظيم المجتمعات وصنع قوانينها،
ثم أوقاتنا اليوم أصبحت عامرة بالآلة والتقنية والسرعة وترتيب الأولويات، فلا يتسع مكان للمشاعر وإبداء الطيبة وحسن النوايا فأصبح كل شيء صامتا، صلبا لا أحاسيس فيه ولا النزر القليل، والكل يبكي ويتظلم وهو البادئ بالظلم،
الطيبة في القلوب فتشوا عنها وتحسسوها تجدونها، ونصنع طيبتنا ونقسمها بيننا، ونكتفي ولا نطالب بأكثر من هذا، ولا نلح ونتأسف،
ونمضي فالأيام لا تنتظر أحدا، حتى وإن كان طيبا،
فهل وعيت مقالتي،