بعض الظواهر الطبيعية العجيبة التي حصلت في اماكن واوقات معينة، منها ما يصدمك بجمالها، ومنها ما يمكنه تدمير التكنولوجيا الحديثة، وقادر على ارجاع الأرض الى مئات السنين في الزمن الى الوراء. ولا أحد يعرف لماذا وكيف حصلت.
من هذه الظواهر ما حدث يوم الاول من كانون الأول عام 1859، شهد العالم حدثا غريبا ومخيفا، فجأة تعطلت جميع شبكات التلغراف في أوروبا وأمريكا الشمالية، وقد كان التلغراف حينها بمثابة الانترنت في ذلك الوقت. وتفاجأ الموظفون الذين يعملون باستخدام التلغراف، بأن هذه الأجهزة اصبحت تنتج شرارات كهربائية وتحترق، وبعضها انفجر وسبب حرائق، أيضا بعض اعمدة كهرباء الجهد العالي، بدأت تشتعل فيها النيران، مما أثر على المناطق السكنية القريبة.
وفي أماكن ومناطق أخرى في نفس اليوم، حصلت ظاهرة غريبة معروفة باسم "اضواء الشمال" أو "الشفق القطبي" وهو عبارة عن ألوان قوية في السماء تظهر ليلا، لدرجة أن الناس الذين شهدوا تلك الظاهرة، استطاعوا أن يقرأوا الجريدة ليلا من شدة الإضاءة.
لم يعرف أحد السبب وراء حصول الظاهرتين في مكانين مختلفين في نفس الوقت، ولكن اتفق على أنها ظواهر لم تسبب اضرارا مادية ضخمة، ولا أضرار بشرية، لذلك لم يهتم أحد بالموضوع كثيرا، الى ان تتطور العلم واكتشفت ظاهرة اسمها "حدث كارينغتون" .
"حدث كارينغتون" هو اسم اقوى عاصفة شمسية جيومغناطيسية مسجلة في التاريخ، وهي نفسها التي حدثت عام 1859، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى العالم الفلكي البريطاني "ريتشارد كارينغتون"، فقبل أن تحصل هذه الظاهرة البسيطة بساعات قليلة، شاهد كارينغتون بواسطة التلسكوب، بقعا سوداء دائرية أمام الشمس، تسببت في حصول سطوع قوي وكأنه سطوع انفجار، نتج عنها غيوما خفيفة متجهة الى الأرض، فقام العالم برسمها وتسجيل هذه المعلومات، وبعدها بساعات، حصلت الظاهرة الغريبة التي ذكرناها سابقا، وتلفت الاجهزة التي كانت تعتمد في تشغيلها على الطاقة.
من بعدها اكتشف العلماء ظاهرة العواصف الشمسية، التي تتعرض لها الأرض كل مدة زمنية معينة،وتكون هذه العواصف محملة بالبلازما المغناطيسية والطاقة الساكنة، وعندما تكون هذه العواصف خفيفة، فإن المجال المغناطيسي للأرض، هو الذي يصدها، فلا نلاحظها لقلة تأثيرها، بعكس العواصف الشمسية القوية التي يعجز المجال المغناطيسي عن صدها.
المراجع
فيديو
ScienceCasts: Carrington-class CME Narrowly Misses Earth كتاب كتب كنوز المعرفة للمؤلف محمد عبد الرحيم- الجزء السادس، صفحة 144