اليمين الغموس : هي اليمين التي يحلفها صاحبها متعمدا كاذبا ليقتطع بها حقوق الناس وأموالهم زورا وبهتاناً .
وقد رويت أحاديث في ان حالف اليمين الغموس يعاقبة الله في الدنيا بالفقر ويمحو البركة عنه ، وذلك معاملة له بنقيض قصده فهو لما حلف هذه اليمين ليزيد ماله ويقتطع أموال الناس بغير وجه حق كان جزاءه أن يورث الفقر ويمحق ماله.
أما أولاده فلم يرد شيء بخصوصهم ولا ذنب لهم فيما فعل والدهم إذا لم يكونوا مقرين له أو معينين له على فعله ، لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى .
وهذه اليمين من الكبائر المحرمة والتي شددت الشريعة في شأنها وبينت عظم جرمها ، وسميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في النار ، فهي موجبة لدخول النار إلا إذا تاب صاحبها توبة نصوحا ً ، نسأل الله العافية .
قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( آل عمران ، 77).
فانظر كم شدد الله في هذه اليمين وماذا جعل من جزائها !
أما الأحاديث فقد وردت مجموعة من الأحاديث في جزاء من حلف يمينا كاذبا ليأخذ أموال الناس بغير حق منها :
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ " ( رواه البخاري).
- وعن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هُوَ عَلَيْهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} ( متفق عليه).
- وعن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة» فقال له رجل: وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ قال: «وإن قضيبا من أراك») ( رواه مسلم)
ويكفي حالف اليمين الغموس أنه متوعد بغضب الله ولعنته وطرده من الجنة و وجوب النار فأي عقوبة أعظم من ذلك .
أما عقوبته في الدنيا فقد ورد فيها بعض الأحاديث منها :
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس شيء أُطيعَ الله فيه ، أعجل ثواباً من صلة الرحم ، وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعة الرحم واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع ) ( رواه البيهقي ، وصححه الألباني)
قيل في معنى الحديث ” أي يفتقر الحالف ويذهب ما في بيته من المال ، أو يفرق الله شمله ويغيّر ما أولاه من نعمة ” ( الزبيدي ، تاج العروس )
– وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اليمين الفاجرة تذهب المال) رواه البزار .
والله أعلم