هل المرض المزمن للشخص الظالم يكفر عن سيئاته؟

1 إجابات
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
٣٠ أكتوبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
أولا يجب التفريق بين ظلم الإنسان لنفسه بينه وبين ربه وبين ظلم الإنسان لنفسه بسبب ظلمه لأحد ما من خلق الله .
أما التقصير الحاصل بين العبد والرب 
فذاك مما قال عنه سبحانه وتعالى : 
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) سورة الزمر .
أما ظلم الإنسان لأخيه الإنسان فهو من الحقوق التي لا تسقط إلا بتنازل المظلوم عن حقه من الظالم ويوضح ذلك حديث المفلس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ،
فقال : المفلس  من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام  وزكاة  ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) 
رواه مسلم . 
وهذا يؤكد أن الظلم بين العباد يقضى به يوم القيامة أما مرض الظالم في الدنيا فهو استعجال العقوبة له عساه يعود عن ظلمه فيرحمه الله . 
والقاعدة الشرعية أن حقوق الله مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاحة ،
فربنا الرحمن الرحيم قد يغفر ما بينه وبين العبد بتوبة صادقة فيمحو عنه كل شيء 
أما حقوق الناس فلا بد من عفو أصحابها ..