هل اللؤم طبع أم صفة مكتسبة؟

1 إجابات
يقول عالم النفس ديل بولهس ان اللؤم يتضمن على الاقل اربع سلالات, او مجموعات شخصية, وكل مجموعة تتطور على حدى وتمتلك صفاتها الخاصة. وهي الماكيافيلية, النرجسية, السايكوباتية, والسادي, الثلاثة الاولى تسمى بالثالوث المظلم, وتم اضافة السادية الى هذا الثالوث في السنين اللاحقة, تم اضافة السادية بسبب الفوائد التي توفرها للاشخاص اللئيمين ومحبي العنف والقسوة, فبدلا من ان تؤذي مجموعة كاملة من الاشخاص, بامكانك ايذاء شخص واحد من خلال السادية, وسيكون هذا الاذى واضحا جدا على مرأى الأعين كلها, اشباع اكثر للمؤذ.

يعتقد الكثير من العلماء ان اللؤم له مكان في جيناتنا, حاملين الجين المسبب للؤم دائما ما يكونون مدمّرين, مؤذيين. تحقيق اللؤم في الشخصية هو نتيجة لاجتماع العديد من الجينات المؤثرة في النمط الظاهري في الشخصية, ويمكن ان ينتقل بالوراثة.
يشكل العامل الجيني في تسبب اللؤم في الشخصية ما نسبته 50% فقط, والباقي يعتمد على التجربة الحياتية.

الماكيافيليين مثلا, نسبة الى نيكولو ماكيافيلي صاحب كتاب الامير, وصاحب كتاب مقولة الغاية تبرر الوسيلة, ان اتباع هذا المذهب, او الشخصيات الماكيافيلية عادة ما يميلون الى تحقيق الدمار خلف الكواليس, لانه بالنسبة لهم, من الاسهل تحقيق اهدافهم في حالة اخفاء هوياتهم, تتاح لهم حرية التحرك والتخابث اكثر,
السايكوباثيين مغتنمين للفرص, اذكياء ومتسمين بالدهاء. بينما النرجسيون يسعون الى ان يكونوا بقعة الضوء ومحور الكون مهما كلف الامر, بل انه مغر لهم اكثر عند تضحيتهم بالاشخاص لتحقيق هذا الهدف, يشعرون باستحقاقهم لجميع الاشياء اكثر من غيرهم, يحبون ايقاع الالم على الاخرين, بل هم محفّزين على ايذاء الاخرين مع سبق الاصرار والترصد.

يحظى الرجال بالنصيب الاكبر من اللؤم, بسبب جذور تطورية للذكور, نظرية التطور لها التفسير الواضح للؤم الرجال, حيث ان الرجل, منذ الازل, دوره في المجتمع والعائلة يقتصر على محاربة الاعداء, وبهذا تتغذى جميع جوانب شخصية الرجل وتزيد.

اثبت عالم الاحياء الدقيقة كريستوف ادامي ان اللؤم والعدوانية الناتجة وراثيا في طريقها الى الزوال, لان النمط اللئيم قادر على تكرار نفسه بشكل مبهر, خارج دائرة الجينات, لحماية الافراد المرتبطين بنا جينيا, كما فعلت القبائل طوال عمرها, محاربة الاعداء لحماية الانفس والعائلة.

بينما يتفق الكثير من العلماء على كون اللؤم نتيجة جينية, الا ان الاكثر منهم يتفق على ان اللؤم نتاج طفولة معذّبة وليس جينات مجردة. تبعا لكريستوفر باتريك, عالم النفس في جامعة فلوريدا, فان الطفل المتهور, المتعرض للنقد السلبي الدائم, وقليل التركيز, قد ينتهي بكونه لئيما او متخذا مناح عدائية تجاه الناس في المستقبل. فالمعاملة القاسية التي يتلقاها الطفل من الاهل والاصدقاء وجميع من يحيط به, تشتغل كمغذيات للاسلوب العدائي والسلبي. (1)


Meanness, alas, is in our genes | The Star