هل الطبع وراثة أم مكتسب؟ هذا السؤال قد حير العلم والعلماء لسنوات طويلة ولكن حسب آخر دراسات تم إجراؤها ونشرها في مجلة علم الوراثة الطبيعي Nature Genetics أن هناك ما نسبته 49% من صفات وطباع الإنسان تأتي بالوراثة، بينما 51% منها تكون مكتسبة.
الطباع الوراثية هي ما يكتسبه الطفل من أبويه في الجينات والوراثة، وتتواجد به منذ صغره، وذلك مثل الصفات العقلية كالذكاء العقلي، ورقة الإحساس، وحدة الطباع.
الطباع المكتسبة هي ما يكتسبه الشخص من بيئته المحيطة، وتربيته، والمجتمع، والتي تنتقل له من خلال التعلم عمومًا، وهي طباع من السهل تغييرها واكتسابها، مثل العصبية، وحس الفكاهة، والتعاون.
ولكن ما الفرق بين الطباع الوراثية والطباع المكتسبة؟
يكتسب الفرد بعض من طباعه خلال نشأته من المجتمع والأشخاص المحيطين به الذين في نفس مرحلته العمرية أو في مرحلة عمرية أكبر منه؛ مثل والديه، وزملائه في المدرسة، ورفاقه في الحي، ومن أشخاص حقيقيين أو افتراضيين مثل شخصيات البرامج الكرتونية، والشخصيات الخيالية في القصص، بينما الطباع الموروثة فهي تأتي معه منذ الولادة ومن مصدر واحد فقط، وهو الجينات الوراثية.
والطباع الوراثية لا يمكن التخلص منها أو تغييرها ولكن من الممكن التحكم بها والسيطرة عليها، فلو كانت من الصفات الحميدة يُمكن للفرد تنميتها وتقويتها، بينما لو كانت من الصفات الغير حميدة عندها يُمكن للشخص التحكّم بها والتقليل من تأثيرها عليه.
وهناك قول شعبي موروث "الطبع غلب التطبع"، وهو يعني أنّه مهما حاول الفرد تغيير واحد من طباعه قد يصل لمرحلة ويعود لهذا الطبع؛ لو فرضنا مثلًا أن الفرد عصبي، وهو يمتلك هذا الطبع منذ ولادته أي أنّه طبع وراثي، وقد جاهد نفسه ودربها حتى أصبح مُتسامح ومتساهل، وهذه صفات مكتسبة، وفي نقطة ما وجد نفسه في موقف جعله يستشيط غضبًا، هنا قد غلب طبعه (العصبية) تطبعه (التسامح والتساهل).