هل القلب هو مركز العقل كما ورد في القران الكريم وماذا عن الدماغ الذي اعتبره العلماء العقل مع الأدلة؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٧ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
خلاصة الجواب في هذه المسألة التي كثر فيها الجدل وحديث العلماء سواء من أهل الشرع أو الفلسفة أو الطب قديماً وحديثاً :

أن القلب هو مركز العقل الذي يتخذ القرارات ومنه تصدر الإرادة ، وله اتصال بالدماغ الذي هو كالمستقبل للأمور الخارجية وله علاقة بالتمحيص وتقليب الأمر ثم يوصل الأمر إلى القلب ليتخذ القرار وتصدر عنه الإرادة والاختيار وعلى هذا الحساب والجزاء .

فالعقل الذي هو أمر روحاني وشيء معنوي وليس عضواً محسوساً مركزه القلب وله اتصال بالدماغ 
.

فليس الدماغ بمعزل عن العقل ولكنه له فيه اتصال وإن لم يكن مركز العقل ولبه .

والدليل على ذلك من الناحية الشرعية مجموعة من النصوص الشرعية الواضحة منها :

1. قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا...){لأعراف: من الآية179} .

فالله ذمهم في هذه الآية لأنهم لم يستخدموا قلوبهم في الفقه الذي هو الفهم والتدبر ، ولم يقل سبحانه (لهم أدمغة أو رؤوس لا يفقهون بها ) ، فدل ذلك أن القلب هو مركز الفهم .

2.    قال الله تعالى: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)  {الحج:46} .

وهذا نص واضح قاطع لا يدع مجالاً للشك ولا التردد أن القلب هو مركز العقل والفهم والتدبر ، وقوله في آخر الآية ( القلوب التي في الصدور ) نفى أي احتمال للمجاز وصار نصاً على أن القلب هو مركز هذه الحاسة .

3.  قال الله تعالى : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) .{محمد:24}

فجعل سبحانه المانع من التدبر هو القفل على القلب وليس على الرأس أو الدماغ فدل ذلك أن القلب هو مركز التدبر .

4. ومن الحديث هناك مجموعة نصوص تدل على أن القلب هو مركز الفقه والعلم والعقل واتخاذ القرار والإرادة وهو محل الثواب والعقاب منها :

قوله عليه السلام ( أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ).

ومنها أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ).

ولم يرد في الشريعة أي نص يرجع القهم أوالتدبر إلى الدماغ أو الرأس بل كل النصوص ناطقة مشيرة أن محل العقل هو القلب .

ولكن لما كان من المحسوس أن الإنسان عند تفكيره يشعر بأثر ذلك في دماغه ورأسه دل ذلك أن الدماغ له اتصال بالعقل وأثر فيه فهو كالمستقبل الذي يستقبل ويرسل الإشارات ويستقبلها من وإلى القلب .

وأهل الطب لما كان بحثهم إنما هو عن العقل المحسوس نظروا إلى هذه الإشارات أو ما تسمى السيالات العصبية فوجودها ظاهرة في الدماغ فأرجع بعضهم العقل إلى الدماغ ، ولكن هذا إنما هو نظر إلى المحسوس ،والحق أن العقل ليس الدماغ وإنما هو آلة روحانية محلها القلب والدماغ له تحكم واتصال بها شأنه شأن اتصاله بسائر أعضاء الجسد .

وهناك أبحاث معاصرة لأهل الطب تبين هذه الحقيقة وتثبتها .

والله أعلم

لمراجعة بعض كلام أهل الطب المعاصرين حول الارتباط بين العقل والقلب اضغط على هذا الرابط .

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 5 شخص بتأييد الإجابة