هل العنف الأسري يؤثر على الطفل؟

نعم بالطبع، يؤثر العنف الأسري بأشكاله المختلفة على الطفل لا سيما في السنوات الخمس الأولى من عمره، إذ تعدّ السنوات الأولى من عمره مهمة لتكوين شخصيته، فمن خلال اطلاعي على الموضوع، لاحظت بأن العديد من الدراسات التي أجريت على الأطفال الذي تعرضوا للعنف الأسري بينت التأثير الخطير للعنف عليهم نفسيًا وجسديًا.

ويشمل العنف الأسري عدة أشكال؛ منها؛ العنف بين الأزواج، أو العنف الموجه من الوالدين إلى الأطفال، أو من الأطفال الأكبر سنًا في الأسرة إلى الأصغر سنًا.

ولا يشمل ذلك العنف الجسدي فقط؛ كالاعتداء بالضرب سواء أكان مبرحًا أو خفيفًا، إنما يشمل أيضًا العنف اللفظي؛ كتوجيه النقد اللاذع للطفل، أو شتمه وتأنيبه باستمرار، وجميع هذه الأشكال من العنف تجعل الطفل دائم الخوف والقلق، وإذا استمر ذلك فقد تصيب الطفل اضطرابات ما بعد الصدمة، وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب، فيتأثر بناءً على ذلك جهازه العصبي، ونموه العقلي والجسدي، وتحصيله العلمي.

وفي البداية ستتأثر نظرة الطفل لذاته، فيكون تقدير الطفل المعنف لذاته منخفضًا، فتراه يشعر بالنقص أو الدونية، وقد يتجلى هذا بسلوكين؛ إما الانزواء والانغلاق على نفسه، أو الرغبة في لفت الانتباه بشتى الطرق؛ كالسلوك العداوني أو الصراخ المستمر.

وفي الحالة الأولى قد يعاني الطفل من الرهاب الاجتماعي أو الانطواء، فلا يرغب بالتعامل مع أبناء جيله أو سواهم، ولا يفضل الحديث مع الآخرين أو اللعب معهم، لذا تجده يواجه صعوبة كبيرة في تكوين علاقات اجتماعية أو حتى البدء في محادثة الآخرين، ولهذا سيصبح من الصعب عليه التعبير عن مشاعره.

وقد يمتد هذا الأمر إلى مراحل عمرية متأخرة، وغالبًا ما سيجعله ذلك أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، بالإضافة إلى اتخاذ قرارات شخصية خاطئة، فطبيعته المترددة ستجعل عملية اتخاذ القرار ومهارات حل المشكلات لديه أقل من غيره، وبالتأكيد سيفشل في تجارب حياتية كثيرة.

أما الحالة الثانية لتعويض النقص عند الطفل المعنف تتمثل بمحاولة لفت انتباه مَن حوله، فقد يميل إلى إضحاك الآخرين ليحصل على القبول الاجتماعي، وقد يلجأ إلى الصراخ أو فرط الحركة أو الاعتداء بالضرب سواء على الأقران أو على من هم أصغر سنًّا، لأنه يرى أنّ هذه الطريقة الوحيدة للحصول على الاهتمام، حتى لو كان ذلك بصورة سلبية.

نعم ، يؤثر على نفسيته وأخلاقه وربما يؤدي إلى الاكتئاب وغيره