هل الزاني يزنى به في جواربته هل هذا صحيح مع إني زنيت قبل ٣ سنوات و تبت توبة نصوح؟

3 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الحديث الذي يقول: "من زنى زني به ولو بحيطان داره"
والحديث الذي يقول: "ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته"
- فهذين الحديثين باطلين وموضوعين ولا يصحان عن النبي صلى الله عليه وسلم.

- ولكن من تعود على الزنا يخشى أن يزني بأهل بيته عقوبة له سواء قربوا أو بعدوا، فيزنى بزوجته أو بنته أو أخته ونحو ذلك، لأن من هتك عرض غيره هتك الناس عرضه!!!

- وجميع الذنوب يؤجل الله تعالى عقوبتها إلى الآخرة إلا عقوبتي عقوق الوالدين والزنا، فالله تعالى يعجل بعقوبتهما بالمثل في الدنيا.

- أما من زنى فالأصل أن يقام عليه الحد لأن الزنا من السبع الموبقات والمهلكات والتي رتب الشرع على فعلها حد في الدنيا وعقوبة في الآخرة.

- وحد الزاني يختلف باختلاف الزاني:
- فإن كان الزاني شاب أعزب (غير محصن) فعقوبته جلد مائة وتغريب عام.

- أما إن كان الزاني متزوج (محصن) فعقوبته الرجم حتى الموت.

- قال الله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) سورة النور (2)

- أما إذا لم تتوفر العقوبة مع التوبة فتكفي التوبة الصادقة بشروطها المعروفة وهي:
أولاً: النية الصادقة في التوبة.
ثانياً: ترك الذنب فوراً لوجه الله تعالى.
ثالثاً: الندم على فعل الذنب في الماضي.
رابعاً: العزم الأكيد على عدم الرجوع إليه مستقبلاً.
خامساً: أن لا تكون التوبة وقت الغرغرة أو وقت طلوع الشمس من مغربها. كما في صحيح مسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه.
سادساً: العمل الصالح الذي يدلل على صدق التوبة.

- والتائب من الذنب كمن لا ذنب له أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- قال الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) {هود: 114}. - وفي صحيح الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) حسنه الألباني.
- فمن خلال النصوص الشرعية السابقة يتبين لنا أن فعل الحسنات يذهب السيئات مع التوبة النصوحة طبعاً، وإقامة الصلاة والمحافظة عليها، والبعد عن المعاصي ما استطاع إلى ذلك سبيلا، لقوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم).

- وعليه: فما دام أن الزاني تاب توبة نصوحا فالله تعالى يقبل توبته ويغفر الذنوب جميعاً، ويقبل صلاته وقيامه لليل ودعاءه.

- قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سورة الزمر (53)

- ولكن لا بد من التنبيه على أمر هنا وهو: أن تكون بين حالتي الرجاء في (قبول التوبة)  والخوف من العقاب من الله تعالى، قال تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) [سورة المؤمنون: 60].

- فعن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقالت: "أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ فقال: لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات". أخرجه الترمذي.

- ومن العلامات التي تدل على صدق توبتك:
أولاً: أنك تجد حرقة في قلبك على ما اقترفت من الذنب.
ثانياً: وأن تنظر إلى نفسك بعين التقصير في حق الله سبحانه وتعالى. 
ثالثاً: البعد عن الذنوب والمعاصي وعن أسباب الوقوع فيها وعن خطوات الشيطان.
رابعاً: أنك تجد حلاوة في إيمانك وتشعر بزيادته وتتقرب من الله تعالى أكثر.
خامساً: مصاحبة أهل الإيمان والفضل والخير والبعد عن أصدقاء السوء ومن لا خير فيهم.
سادساً: أن تحمد الله تعالى على أن وفقك للتوبة وأن تحافظ عليها وتخاف زوالها، وتخشى عقوبة نكثها. 

والله تعالى أعلم. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لا، ليس شرطاً وليس في ذلك حديث أو نص وإنما هذه عقوبة قد يسلطها الله على بعض الزناة المصرين على معصيتهم،

أما حديث  "من زنى زني به ولو بحيطان داره" فهو حديث موضوع مكذوب لا أصل له.
 
وما دمت تبت توبة نصوح فليس عليك حرج إن شاء الله فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.


وإنما الكلام عن عقوبة الزاني بزنى بعض أهله إنما هو من كلام بعض العلماء في التخويف من عاقبة الزنا استناداً لقاعدة أن الجزاء من جنس العمل،

فمن كان سعيه وعمله في إفساد بنات الناس والعبث بأعراضهن والزنا معهن، ولا يرتدع عن ذلك،

فإن الله قد يعاقبه بمن يفسد عليه أهله كزوجته أو بناته فيقعن في الزنا ويفعلن فعله.

وبعض العلماء ذكر أن الرجل الزاني المصر على هذه المعصية يكون غالباً عديم الغيرة فاقد المروؤة والكرامة،

وهذا قد ينعكس على أخلاق زوجته فتصبح مثله عديمة المروؤة،

خاصة لما ترى زوجها يتركها ويذهب إلى غيرها، فيدفعها ذلك إلى مراغمته ومعاندته ومعاملته بالمثل.

فتبحث عمن تشبع شهوتها معه لأن زوجها الزاني لم يشبعها ولم يعفها، وقد تبحث أيضاً عمن يشبع لها مشاعرها.

فتجد ذئباً من الذئاب البشرية يضحك عليها بكلام معسول ليصل إلى غايته منها في نهاية الأمر، نسأل الله العافية.

فيكون فجور هذا الزاني هو السبب في ما آل إليه حال زوجته من الفجور أيضاً.

فالفاسد يكون سبباً في فساد أهل بيته والصالح يكون سبباً في صلاح أهل بيته في الغالب.

وكل ذلك ليس قاعدة مطردة يلزم حصولها ،بل هي عقوبة قد تجري على بعض الناس، وقد لا تحصل،

فكثير ممن يقع بهذه الكبيرة لهم أخوات ونساء وبنات صالحات والله يحفظهن بحفظه، فإن الله قال ( وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)

وفي الحديث ( ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده)
 
ولا يقال هنا ما ذنب زوجته أن تعاقب بجريرة زوجها الزاني؟

لأن الزوجة لا تعاقب هنا، بل هي لها إرادة واختيار وقعت بها فيما وقعت،

وإنما الزوج الزاني هو الذي عوقب بأن الله لم يوفق زوجته للهداية والصلاح وإنما ابتلاه وعاقبة بفجورها وعدم إلهامها العفة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" فإن الرجل إذا كان زانيا لا يعف امرأته، وإذا لم يعفها تشوقت هي إلى غيره فزنت به كما هو الغالب على نساء الزواني... فإن نساءه يزنين ليقضين إربهن ووطرهن ويراغمن أزواجهن بذلك حيث لم يعفوا أنفسهم عن غير أزواجهم فهن أيضا لم يعففن أنفسهن عن غير أزواجهن.
 ولهذا يقال: عفوا تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، فإن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان، ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها".

ولكن كل ذلك كما قلنا إنما ذكره العلماء من باب العقوبة والنظر في الواقع وليس في ذلك نص أو قاعدة مطردة.

والله أعلم

profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
٢٧ أبريل ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
 إن أصدق الكلام كلام الله  :  
( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) 
 و ( كل نفس بما كسبت  رهينة ) 
فحاشا لله الملك العدل أن يظلم حاشاه 
وإن من الوصايا النبوية أن لا يكشف المرء عن ذنب ستره الله عليه .
( إن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك
 به ) .
و من الهدي النبوي 
ما وصلنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جعلت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) 
( فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) 
وعن أبي هريرة رضي الله عنه  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
( إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش ) رواه البخاري.