الروح هي نفخة إلهية كما قال تعالى:{ونفخت فيه من روحي}. والروح ليست من عالم الخلق بل هي من عالم الأمر. {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي..}.فالروح هي جوهر نوراني صافي ينتمي إلى العالم العلوي عالم الملكوت فيما هذا العالم الذي نعيش فيه عالم الملك. لذلك الروح طاهرة نقية وليست هي المسؤولة عن الذنوب بل المسؤول عنها بالدرجة الأولى النفس أو "الأنا المزيفة".
قال تعالى في سورة يوسف على لسان امرأة العزيز:{وما أبرى نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي}.
وقال في سورة الشمس:{ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها*قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}.
ولأن النفس هي مكمن الرذائل الخلقية ومصدر الذنوب والمعاصي والشهوات والغفلة ينبغي لكل إنسان أن ينشغل بتهذيبها وتنقيتها وتطهيرها من الأخلاق السيئة حتى تتزكى وتطهر ويشرق فيها نور الله.
وهذا ما يعرف في ديننا بمنهج تزكية الأنفس والذي اشتهر فيما بعد بالتصوف أي المسلك الروحي الذي يفضي إلى الصفاء والوعي النقي والسلام الداخلي...