هل الدعاء يغير القدر وإن كان ذلك فما شأن القدر الذي يكتب في اللوح المحفوظ؟

يُغيّر بعضه ولا يُغير بعضًا آخر.. فالدعاء هو الحلقة الأخيرة من سلسة طويلة, يكون الإنسان راضيًا بعدها بحكم الله عليه بطريقة استجابته.. وهو على عكس ما يحدث معنا في تواكلنا في الدعاء فلا يُستجاب لنا..

وحتّى نفهم ما معنى "اللوح المحفوظ" علينا فهم "القدر" أولا من حيث أنّ "القدر" ينقسم لقدرٍ يتعلّق بإرادة الإنسان ويتبدّل تبعا لاختياراته, وآخرٌ يتعلّق بالمشيئة الإلهية الّتي كتبها على عباده, لذلك فالقدر الذي يتبدل بالدعاء هو المتعلّق بإرادتانا واختياراتنا.

الجواب على القدر بالنسبة لي صعب جداً، ولم أجد إلى الآن إجابة مقنعة لا يشوبها الشك على صحتها.. من وجهة نظري بعد القراءة في موضوع "القضاء والقدر" أرى أن الدعاء هو القدر المكتوب، وأن الدعاء لا يغير القدر، لأن قدر الإنسان مكتوب قبل أن يُخلق، إجابتي تحمل الصواب والخطأ، والله أعلم.

الذي هو مكتوب باللوح المحفوظ هو عمرك ورزقك وشقي أنت أم سعيد.

لكن الدعاء والالتزام بمضامين الدين الاسلامي عمليا هي من تجعل تغييرا في كثير من الأمور بل وتؤثر فيما هو مكتوب لك في اللوح المحفوظ من أمور فصل وأنت في رحم أمك وقت نفخ الروح.

ويكون ذلك بالبركة ، فنعم عمرك مقدر بسنين محددة لكن بالدعاء والالتزام بمضامين الدين من صلة رحم وعدم أكل حقوق و و و الخ يرافقها الدعاء يجعل هناك بركة في العمر وكأنه أطول مما قدر لك.

أيضا رزقك ، فنعم هو مقدر بمقدار منذ نفخ الروح فيك لكن بالدعاء والالتزام بالدين وأحكامه وتعاليمه يبارك لك في هذا الرزق وكأنك تملك أضعافا منه.

نعم الدعاء هو أقوى سلاح بيد المؤمن فبه يبدل الله الأحوال إلى أحسن حال وبه يرفع الله البلاء وبه ينزل اللطف على العباد وببركة الدعاء الصادق والتضرع يكشف الله الضر عن عباده وينزل الرحمة من السماء وكان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى  يقول في دعائه: "اللهم إنا لا نسألك رد القضاء بل نسألك اللطف فيه".
وبالنسبة للقدر  المكتوب في اللوح المحفوظ فيمكن أن  يتغير بمشيئة الله تعالى  أما القضاء المبرم الذي لا يتبدل فهو الذي قد كتب في أم الكتاب. 
وفي ذلك يقول تعالى :{يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}.