مع الاسف أصبحت مجالس هذه الأيام بغالبيتها لا تخلو من الغيبة حيث أصبح الناس يتفكَّهون بالغيبة والخوض في أعراض الناس دون حتى ان يشعروا بأدنى شعور بالذنب أو الندم وكأنَّ الأمر أصبح عاديا غير مبالين بعواقب ذلك عليهم في الدنيا قبل الآخرة وبالأثر السلبي الذي تتركهُ الغيبة في القلب من القسوة والظلمة والران الذي يحجبهُ عن نور الله والأنس به.
إن كان عندك مجال لنصحهم بالكفّ عن الغيبة فافعل وإن كان ذلك صعبا فَإنكِر ذلك بقلبك وقُل بينك وبين ربك اللهم إنَّ هذا مُنكر لا أرضى به فأسكِتهم يا ربّ من عندك وألهمهُم رشدهم ولا تؤاخذني بالجلوس معهم. وبعدها إن كنتَ مضطرا لأن تبقى في المجلس فليسَ عليك حرج بإذن الله لأنَّ هذا الأمر في هذا الزمان آخر الزمان أصبح منتشرا في كل مكان فلو غادرتَ كل مجلس فيه غيبة فستُقيم أغلب أوقاتك في عزلة عن الناس وفي صمت ولعلَّ هذا من أسباب حثَّ النبي صلوات ربي وسلامه عليه على العزلة والصمت عند انتشار الفساد وشيوع الفتنة في آخر الزمان.