هل الآثار الجانبية للأدوية دائما تكون غير مفيدة أو غير مرغوب فيها؟

غالبا تكون الآثار الجانبية للأدوية غير مرغوب فيها وليس دائما، فبعض الأدوية تكون آثارها الجانبية مفيدة للمريض، ويممن للمريض التأقلم وتجنب الأخطار التي قد تسببها الآثار الجانبية لبعض الأدوية عن طريق تنظيم مواعيد تناول الدواء، فمثلا عندما تكون العلاجات من مسببات الخمول والنعاس يفضل تناولها مساءا قبل النوم، وعندما تكون الأدوية من مدرات البول يفضل تجنب تناولها قبل النوم، كما أن الأدوية التي تسبب ألم في العضلات يفضل تناولها قبل النوم كذلك. 

في الواقع الإجابة هي بالنفي، إذ أنّ هنالك العديد من المشاكل التي قد تُحلّ بالأعراض الجانبية لبعض الأدوية، على سبيل المثال تساعد حبوب منع الحمل الهرمونية عللى التخفيف من مشكلة ظهور حب الشباب، وكذلك تستخدم مضادات الهيستامين من الجيل الأول كأحد الطرق للإحداث النعاس والمساعدة على النوم، كما أنّ هنالك بعض الأعراض الجانبية التي تنعكس على الشخصية، مثلاً لوحظ أنّ لدواء الليفودوبا المستخدم في علاج الباركنسون القدرة زيادة الجانب الإبداعي في شخصية المستخدم.

نعم يمكن أنّ تعد أحيانًا الآثار الجانبية مفيدة، إذ يمكن استدام الدواء أحيانًا بهدف الحصول على التأثير الجانبي وليس الأثر الذي يُستخدم له الدواء عادًة، فمثلًا يُستخدم دواء الكلورفينامين (CHLORPHENAMINE) المَضاد للهيستامين والمُستخدَم أساسًا لعلاج الاضطرابات التحسُّسية للمساعدة على النوم، بالإضافة إلى ذلك يرتبط دواء المينوكسيديل ( Minoxidil) المُستخدَم أساسًا لعلاج ارتفاع ضغط الدم بزيادة نموّ الشعر كأثر جانبي، لذا فقد تُستخدَم الأشكال الموضعية منه في علاج تساقط الشعر.

المقصود بالآثار الجانبية أن يأخذ تأثير الدواء منحًى مختلف عن المطلوب، ويمكن القول أن هناك آثار جانبية محتملة ويمكن تجنبها، لكن بالعادة ما تكون الآثار الجانبية مزعجة للمستخدم، والآثار الجانبية  لو كانت مفيدة فلا يمكن الاستفادة منها، لأن كل تشخيص له مواد دوائية فعالة تستخدم للسيطرة على أعراضه ومضاعفاته وعلاجها، وفي حال أجريت دراسات سريرة وأثبتت أن للدواء فعالية أخرى غير المخصصة له، فسيتم إدراجها ضمن استخداماته.