هل أستطيع أن أجمع بين صلاواتي بسبب تأخري في العمل؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٨ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
اذا حصل هذا أحيانا بسبب طروء ظرف ما لم تستطع أداء الصلاة على وقتها بسببه ، ونويت جمع التأخير بين صلاتين يجمعان مع بعضهما البعض كالظهر والعصر أو المغرب والعشاء ، فهو جائز على الراجح إن شاء الله .

وبيان ذلك :
روى  الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال : صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بالمَدِينَةِ، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ. 
قالَ أَبُو الزُّبَيْرِ- أحد رواة الحديث - : فَسَأَلْتُ سَعِيدًا- يعني ابن المسيب رواي الحديث عن ابن عباس - ، لِمَ فَعَلَ ذلكَ؟ فَقالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كما سَأَلْتَنِي، فَقالَ: أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أَحَدًا مِن أُمَّتِهِ.
وفي رواية أبو داود : جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء.

والعلماء اختلفوا في تفسير هذا الحديث : 
فالأحناف يمنعون الجمع بين الصلوات مطلقا ولأي عذر ، إلا يوم عرفة  ، وحملوا الحديث على الجمع الصوري يعني تأخير الصلاة إلى قبل آخر وقتها فيصليها  ثم يصلي التي بعدها في أول وقتها فكأنه جمع بينهما وإن كان صلى كل صلاة في وقتها فعلا .

وجمهور العلماء على جواز الجمع ، ولكن اختلفوا في الأعذار المبيحة للجمع ، وفي تفسير هذا الحديث ، فبعضهم حمله على عذر المرض وبعضهم جعله من الجمع الصوري.

ولكن الراجح أن هذا الحديث محمول على جواز الجمع بين الصلاتين بسبب العذر الطارئ أو ما يسمية العلماء الحاجة ، فإذا وجدت حاجة للجمع لمشقة صلاة كل صلاة في وقتها جاز الجمع وإلا كان ممنوعا لا يصح .

قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم عن جواز الجمع الحاجة وتفسير الحديث عليه : وهو قول ابن سيرين وأشهب من أصحاب مالك، وحكاه الخطابي عن القفال والشاشي الكبير من أصحاب الشافعي عن أبي إسحاق المروزي عن جماعة من أصحاب الحديث، واختاره ابن المنذر، ويؤيده ظاهر قول ابن عباس: أراد أن لا يحرج أمته.

وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمها الله .

وعليه نقول إن لم تستطع بسبب عملك صلاة كل صلاة على وقتها أحيانا لظرف طارئ فلا بأس أن تجمع بين كل صلاتين في وقت إحداهما .

أما الجمع ين الصلوات بشكل دائم فهو لا يجوز ، لأن الأصل أن الله جعل لكل صلاة وقتا مخصوصا تؤدى فيه ، كما قال سبحانه ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) ( النساء ، 103) ، مع العلم ان الجمع بين الصلوات بدون عذر من الكبائر .

وننبهك إلى ضرورة أن تنوي الجمع في وقت الصلاة الأولى إذا كنت تريد تأخير الصلاة عن وقتها حتى يتحقق أنك جمعت جمع تأخير ،أما إذا انشغلت عن الصلاة حتى خرج وقتها ولم تكن نويت جمع التأخير في وقتها فيكون صلاتك لها حينها قضاء لفائتة  وليس جمعا بين الصلوات .

وأخيرا  أنبه إلى خطأ ما يفعل البعض من تاخير الصلوات خلال النهار ثم صلاته لها جميعها مرة واحدة ليلا فيصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء مرة واحدة ـ فهذا لا يجوز بالاجماع ، وصاحبه اثم الا اذا اضطر لذلك بامر خارج عن ارادته .
أما انشغاله بالعمل خلال النهار وتاخير الصلوات لاخر الليل فلا يجوز مطلقا ، ولا خير في عمل يلهي المسلم عن صلاته .

والله أعلم

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة