المرأة السايكوباثية اصعب من الرجل السايكوباثي، بسبب الاستغلال الكلي الأقصى لحقيقة كونها أمرأة، هي تستغل و تتستر بكل ما يمكن أن يغض النظر عنه ويتم مسامحته والصبر عليه من قبل المجتمع فقط لكونها امرأة. والحجة وراء هذا الأمر أو الموقف الجماعي تجاهها هو كون المرأة منتمية إلى الجنس الضعيف، ولكن في في الحقيقة في بعض المجتمعات المتحضرة، لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة، فكلاهما مسؤولان أخلاقيا بنفس الدرجة، لأن الأخلاق ليست كما يدعي بعض الجهلة أنها نسبية، هي مقرة وموضوعة ومحددة من قبل البشر، كما أن الأخلاق هي قانون شامل عام بصورة كونية، متأصل في الكون منذ بداية الخلق. والسبب في أن بعض الأشخاص يرون أن الاخلاق أمر نسبي، هو أنهم أنفسهم لا يميزون بين الصواب والخطأ، وهو فعلا امر حزين إلا أنه الواقع.
المجتمع بطبيعته يتغاضى ويسمح للنساء -وهذا نسبيا مقارنة بالرجال- أن تكون عدوانية بصورة خفية على الأقل، ولهذا السبب عندما تأتي لمسألة المرأة السايكوباثية، فهذه الظروف هي أرض خصبة تسمح لهذه المرأة التسلط والاعتداء، وتخريب علاقات الشخص مع الآخرين، وتخريب السمعة والحالة الاجتماعية للآخرين عن طريق نشر الشائعات والاكاذيب و تشويه الصورة بصورة ممنهجة، وفي نفس الوقت الذي تقوم به هذه المرأة بحملاتها، تبقى هي محافظة على مظهرها الزائف.
تتسم المرأة السايكوباثية بالانعدام التام الكلي للعطف والتعاطف، و وجود نزعة مترسخة للتلاعب و الاحتيال على الآخرين لنيل المراد، أو فقط لغرض المتعة، وتضخم كبير للأنا وغرور شديد، والإحساس بكونها مخولة و مستحقة ومبررة لأي شيء تريد و أي فعل ترتكبه، مع تجاهل واستخفاف وتغاضي صارخ، لحقوق واحتياجات ومشاعر الآخرين.
هؤلاء يتميزون بانعدام تام لأي شيء اسمه ندم أو ضمير، هذه النوعيات سواء كانوا سايكوباثيين أو أو ما يسمونه بـ النرجسيين، طبيعة تفاعلهم الأولية و للوهلة الأولى عند مقابلتهم لشخص جديد، تكون ذات طبيعة محددة ومعينة، فهي كالآلة المتفحصة أو الرادار، حيث يسخر العطف والتعاطف الذهني بعملية عقلية واضحة، يبذل فيها جهدا للتعرف بصورة دقيقة و لفهم الحالة العاطفية او الشعورية للشخص الآخر، وبناء عليها يتم البحث عن نقاط الضعف، لغرض استخدامها لدرء المنفعة عليهم كما يرون و يعتقدون، بصراحة هن حثالة المجتمع، وطفيليات على مستوى الوعي المعنوي والمادي.
لشرح نقطة العطف والتعاطف الذهني، التي هي القدرة أو القابلية على فهم -وليس الشعور- الحالة الشعورية للشخص الآخر حيث يتم بذل جهد واعي للتوصل لهذا، وأي شخص حقيقة يمكنه القيام به، ولكن عند هذه النوعيات السامة من الأشخاص التي أتحدث عنها، يتم تسخيرها لاستغلال الآخرين، فهم يفهمون ما يشعر به الآخرون، ومن دون أي مشكلة تماما عن طريق التعاطف الذهني، ولكن لا يوجد أي تعاطف إنساني حقيقي.
ما يسمى بالتعاطف الوجداني أو التعاطف الفعال، غير موجود عند هذا النوع من النساء، فهي نساء تميزن بالسادية، خاصة عندما تأتي لمسألة استفزاز و خداع الآخرين، والشعور بالسعادة عند رؤية الآخرين يتألمون، حتى تقول بعض الدراسات أن السايكوباثيات تختبرن المشاعر الإيجابية عند رؤية الوجوه الحزينة.
المرأة السايكوباثية تقوم بعمل المرآة، أي أنها في حضورك، تمثل عليك و تقوم المرأة السايكوباثية بعرض صورة لها مطابقة لصورتك بحيث تعكسك من حيث ما تحب أو تكره، أو من حيث التصرفات والتجارب السابقة وما إلى ذلك، والقائمة تطول. والغرض من ذلك هو كسب ودك و ثقتك وجعلك تشعر بالراحة، في سبيل ومن أجل تليينك، لغرض نيل أكبر قدر من المعلومات بشأنك، عن طريق ما تفصح أنت عنه، أو بفهم مشاعرك أو من انت وكيف تفكر عموما، وهذا يخدم لتحقيق أمران، الأمر الأول هو تقييم ما إذا كنت هدفا جيدا أو سهلا لهم، الأمر الثاني هو للاستغلال عن طريق أخذ ما يريدون، و ليتخذوا من هذه المعلومات كضمانة ليتم استخدامها ضدك بطرق لا يمكنك حتى أن تبدأ بتخيلها وقتما يريدون أو وقتما يستدعي الظرف، فالمرأة السايكوباثية ستعير لك اهتماما شديدا عن طريق الود والحماس والمظهر الخارجي المتمثل بالرعاية وجميع هذه الأكاذيب التي تبديها المرأة السايكوباثية، تساهم في تكوين القناع المفبرك والذي يبدو جذابا لك ، وعلى فكرة، عندما يقال إن السايكوباثية تتسم بالجاذبية السطحية نوعا ما، بسبب المظهر الخارجي لها، والذي يبدو ودودا وما إلى ذلك، فإن هذه الجاذبية المصطنعة التي تتعمدها المرأة السايكوباثية في المراحل الأولية، هي ليست فقط للتخفي، بل هي واقعيا و في ذهنها تفعلها من أجل أن تجعلك تظن أنها صديقتك، وذلك لاستخدامك، وإنجاح هجومها النفسي والعاطفي عليك.
ومن الجدير بالذكر أن حالة الأشخاص ضعيفي الشخصية و ذوي الثقة المتدنية بالنفس، يتم تسخير هذه الشخصية الودودة المفبركة الجذابة من قبل المرأة السايكوباثية لجذبهم باستمرار، رغم كل الخروقات التي ترتكبها هذه المرأة ضدهم. يعني أنها تستخدم معهم فكرة الجزرة والعصى، حيث أنها مع ضعيفي الشخصية، تقوم المرأة السايكوباثية باستخدام الجاذبية والفتنة والمديح وإظهار الرغبة في المساعدة ومسح أدمغتهم بإقناعهم أنهم محظوظين فقط لكونهم بصحبتها فقط. هي تستخدم جميع تلك الأمور كالجزرة التي ينبغي أن ينقادوا إليها للقيام بما تريد هي منهم. والعصى يتم استخدامها في حالة عدم انسياق و تلبد هذا الشخص في تنفيذ ما تريد وما تشتهيه السايكوباثية، من الأمور الصغيرة التافهة إلى الأمور الكبيرة، فخارجيا، تكون هي ودودة و مرحبة ولكنها داخليا سادية لأبعد الحدود. شرسة وماكرة وكائدة، ذات نزعة انتقامية لأمور أنت لست بمسؤول عنها على الإطلاق، وتمتاز أيضا بكونها سطحية، ذات تفكير واحتياجات أنانية بامتياز.
تبدي لك المرأة السايكوباثية نظرة التحديق الثابت وهي تنال معلوماتك الشخصية، فنيل معلوماتك هي مهمة أساسية لاستخدامها ضدك في مرحلة ما، فلو كانت مثلا تعرف مكان عملك، وفي نفس الوقت لديها معلومات حساسة عنك، فقم بتخيل الأسوأ إن استطعت، فحالما أن تنساق لتلاعبها، تقوم المرأة السايكوباثية بدون أي مشكلة باستخدامك أنت و مواردك لما تريد، ومن ضمنها أخذ المال منك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وجعلهم تؤدي أمورا معينة لهم، حتى إن كانت تبدو أمورا صغيرة تافهة، وهذا بحد ذاته سيشعر السايكوباثية بالإثارة، و شعورهم بأنهم عباقرة، استطاعوا أن يجعلوا الآخرين أن يؤدوا الأمور لهم، وأيضا قد يحاولون إيجاد مكان للسكن بدون مقابل، وغيرها من الأمور، أي أن المواضيع كلها من وجهة نظر هذه المرأة تتمحور حول فكرة فرض و نيل القوة على حساب الآخرين.