والد السيدة مريم عليه السلام هو عمران ، وهذا هو المعروف من اسمه على اليقين حيث نص عليه القرآن في قوله تعالى في السورة المسماة على اسمه آل عمران ( قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) ) .
وقد ذكر بعض المفسرين وأهل التاريخ أنه من نسل سليمان بن دواد عليه السلام، وأن اسمه الكامل هو - كما ذكره الطبري في تفسيره - : " عمران بن ياشهم بن أمون بن منشا بن حزقيا بن أحزيق بن يوثم بن عزاريا بن أمصيا بن ياوش بن أحزيهو بن يارم بن يهفاشاط بن أسابر بن أبيا بن رحبعم بن سليمان بن داود بن إيشا " .
وكان عمران هذا رجلاً صالحاً من خيار علماء وعباد بني إسرائيل وكانت زوجته كذلك امرأة صالحة ، وكانت فيما يقال لا تحمل فنذرت لله إن أكرمها بالولد أن تجعله خادماً لبيت المقدس وتخلصه للعبادة ، فأكرمها الله بالحمل ، ولكنها وضعت أنثى وسمتها " مريم " ووفت بنذرها وجعلتها في خدمة بيت المقدس ، وكفلها زكريا عليه السلام الذي كان زوج خالتها فيما يقال ، ثم كان من شان وقصة مريم ما هو معلوم ومذكور في القرآن من حملها بعيسى إلى آخر القصة .
وقد أخبر الله أنه اصطفى " آل عمران على العالمين " وهذا الاصطفاء معناه أن الله فضل عمران وأهله فاجتباهم لعبادته وطاعته وأكرمهم بأن جعل من نسلهم النبي الكريم عيسى عليه السلام .
ومن الجدير بالذكر التنبيه أن عمران والد مريم يختلف عن عمران والد موسى عليه السلام ، فبينهما فيما يقول أهل التاريخ 1800 عام ، وإنما هو تشابه في الاسم ، فعمران والد موسى سابق عليه بكثير ، وقد ظن بعضهم أن مريم أخت موسى وهارون عليهما السلام ، استناداً لتشابه اسم الأب وإلى قوله تعالى " يا أخت هارون " وهذا خطأ محض .
والله أعلم