من هو مؤسس الجامع الطولوني؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٢٤ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
   أول ما يخطر ببالك عند قراءة هذا السؤال أنه ولا بد أن يكون شخص ينتمي إلى عائلة الطولوني، أو طولون. أحسنت، إنه بالفعل أحمد بن طولون. لكن السؤال الحقيقي هنا: لماذا تم بناء هذا المسجد؟ وأين؟ وما الذي يميزه عن غيره من مساجد؟ 

  بنى الأمير أحمد بن طولون المسجد الطولوني عندما قدم لمصر. حيث بنى القصر والميدان والقطائع، ثم شيّد الجامع. حيث كان الثالث في ترتيب المساجد الجامعة، التي تقام بها صلاة الجمعة في مصر بعد فتحها. حيث بناه على جبل يشكر جنوب القاهرة وبين الفسطاط في حي السيدة زينب. حيث يؤدي له طريقان: 

* الطريق الأول: يبدأ من ميدان المشهد الزينبي في شارع مراسينا حتى مسجد صرغتمش بأول الصليبة. حيث تكون بجانب الوجهة القبلية للجامع، وتجد بجانبه سلّم سيوصلك للباب الغربي للجامع. وإذا جاوز الشخص جامع صرغمتش ستجد ساحة كبيرة نتجت عن هدم بعض المنازل التي كانت تحجب واجهة الجامع البحرية، وفي النهاية الشرقية من هذه الساحة تجد عطفة يمكنك التوجه منها لباب المسجد الشرقي. 

* الطريق الثاني: يسلك من شارع محمد علي وصولا للسيوفية، فالركبية، لتصل لملتقى شارعي درب الحصر وابن طولون. ثم انعطف غربًا لتمّر بزقاقين في صدر الثاني منهما باب المسجد الشرقي. 

  إنّ السبب في إنشاء الجامع كان اقتصار صلاة الناس في جامع العسكر. وعندما قدم ابن طولون، وصار يصلي فيه الجمعة، أصبح الجامع يضيق بالمصلّين وجنود ابن طولون، فشكوا إليه ذلك. فقرر بناء الجامع بعد الاسترشاد بأهل الصلاح والخبرة، الذين أشاروا عليه ببنائه على جبل يشكر، وذكروا له فضائله. ومنها أنه جبل مبارك مستجاب الدعاء، ومنهم من قال إنه الجبل الذي كلم الله به موسى عليه السلام. أطلق على الجامع اسم الجامع الجديد أو الجامع الفوقاني في عصر الدولة الطولونية. ثم سمي بالجامع الفوقاني أو الجامع المبارك في عصر الدولة الإخشيدية. 

  بدأ بناء المسجد سنة 263 هجرية، وانتهى سنة 265 هجرية. وعندما جاء ابن طولون من سامراء، أحضر معه تقاليدها، فغلب على شكل البناء العمارة الفارسية (الساسانية والعراقية) أكثر من العربية. للمسجد 33 بابًا، بعضها موجود بالأسوار، وبعضها الآخر في جدران المسجد نفسه؛ ومنها 5 بجدران الرواق الخارجي الشمالي الشرقي، و5 بجدران الرواق الخارجي الجنوبي الغربي، واحد بجدران الرواق الخارجي الشمالي الغربي، واحد في الجنوب الشرقي في منتصف نهاية الرواق الشمالي الشرقي، وهو الباب المستخدم الآن. 6 بجدار المسجد الشمالي الشرقي، و6 بجدار المسجد الجنوبي الغربي، 4 بجدار المسجد الجنوبي الشرقي. 

  عندما بني المسجد استخدم الآجر المجلل بطبقة سميكة من الجص، حيث لم يكن شائعًا في ذلك الوقت، وهو مبني من مداميك متناوبة، كما اتخذ الأرجل أو الدعائم بدلًا من العمد لرفع الأقواس، مما جعله أكثر ثباتًا على الأرض. حيث كانت القوائم منشورية الشكل في الزوايا الأربعة للبناء. ثم تم إضافة التيجان على العمد على شكل التيجان الكورنتية. تم بناء الأقواس أو العقود من الطراز الستيني، وتم زخرفتها على واجهة الأقواس بالجص، حيث تتكون الزخارف من نقوش عربية بخطوط متشابكة بنقوش يد ماهرة. حيث ترتكز على دعامات من الطوب الأحمر وعلى أركانها أعمدة مندمجة كما في جامع سامراء. زيّن المسجد بالزخارف مستقيمة الخطوط، والزخارف المنحنية، والكتابة البارعة بالخط الكوفي البسيط، أو الخط الأثري النقدي. حيث كان المسطح الشرقي للجامع هو الأكثر زخرفة بمحاريب فاطمية ومملوكية وطولونية. 

  كما تم تتويج واجهاته الخارجية بشرفات ذات أشكال مفرغة نادرة النوع عرفت باسم العرائس حيث تشبه الأشكال الآدمية المجردة. كما تم عمل شبابيك على شكل صفوف بعقود مدببة تشبه ما تم عمله في مقياس النيل في القاهرة حيث وضعت العمدة المندمجة في أركانها. اشتمل الجامع على أثمن وأقدم زخارف جصية مصرية تتصل اتصالاً وثيقًا بمثيلاتها في مدينة سامراء في العراق. 

  ويظهر أثر عمارة سامراء على مئذنته المبنية في التوسعة الغربية، فسلمها يلتف حول الجسم الخارجي وليس الداخلي، فيظهر بشكل ملتوٍ عكس تصميمات المآذن في جوامع ومساجد العالم الإسلامي، وهو ما يشابه مئذنة جامع سامراء الملوية. 

  قام السلطان حسام الدين لاجين بعمل تجديدات وإضافات عام 696 هجرية. ليتحول عام 1263 هجرية لملجأ لكبار السن والعجزة. ثم رمم ما بين عامي 1890 م- 1918 م ليتم إزالة المباني التي استحدثت. وتم عام 2005 م يقوم المجلس الأعلى للآثار المصرية بعمل ترميم شامل له. 

المصادر: