من هو فایز المنتصر؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
١٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
كان وقع الاسم على سمعي مألوفً جدًا، وحاولت البحث في ذاكرتي مرارًا عمن هو فايز المنتصر. حتى وجدت ضالتي. ففي فيديو لا يتجاوز ال 23 دقيقة، قام جهاز الأمن والمخابرات التابع لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، ببث اعترافات لخلية جاسوسية تم محاكمتها في صنعاء بسبب تورطها لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة خلال العام الماضي. حيث شملت الاعترافات الأنشطة والمساعي الحثيثة للسيطرة على دولة اليمن. حيث أفاد أعضاء تلك الخلية بعملهم مع البريطانيين داخل المحافظات المحررة، ومن وسط المحافظات التي تم احتلالها وفق التعليمات الموجهة من الاستخبارات البريطانية. وقد وضحوا أنهم يشعرون بالندم جراء الأعمال التي قاموا بها.

حيث بدأ تجنيدهم من قبل ضابط عمل سابقًا في الأمن القومي هو " فايز المنتصر". حيث استدرجهم بسبب حاجتهم للمال، ووجههم للذهاب إلى صنعاء باتجاه منطقة المحررة حتى يعملوا في ورشة دون أن يحدد لهم نوعية العمل القائم فيها.  ولد "فايز المنتصر" في حفاش بمحافظة المحويت، والتحق بالتحالف بعد أحداث 2 ديسمبر، وهو ضابط أمن قومي سابق. حيث استلم مديرًا لأمن مطار صنعاء الدولي، ثم قائد كتيبة المهام الخاصة بمحور القاضي في الغيظة، وارتبط مباشرة بضباط الاستخبارات الأمريكية والبريطانية في نفس المطار.

توجه أعضاء الخلية لتلك المنطقة وأقاموا في أحد فنادقها لعدة أشهر، وتقاضوا أجرًا يوميًا لا يتعدى 5000 ريال، دون اهتمام يذكر، وبوعود كثيرة. أمر" فايز االمنتصر" وأخوه أعضاء خليته بحلق رؤوسهم داخل الفندق، وعلى الطريقة العسكرية. وبرر ذلك، للاستعداد لمقابلة الضباط البريطانيين. قام المنتصر بالتنسيق مع "راجح باكريت" باقتيادهم كمجاميع إلى مطار الغيظة. "باكريت" هو محافظ محافظة المهرة الذي عينه التحالف، والمرتبط بالقوات البريطانية والأمريكية. وعند وصولهم للمطار تم تجميعهم في حاويات مستودعية، ثم إدخالهم فرادى لعمل المقابلات مع الضباط. وحسب اعترافات الخلية التي أقرت أن الأمريكيين يعسكرون بجانب القوات السعودية في معسكرين منفصلين عن بعضهما في مطار الغيظة حيث يلتقي فيه أفراد الخلية بضباط المخابرات. هناك تم أخذ بصماتهم، والتقطوا صور لهم من عدة زوايا بما يشابه التقاط صور المجرمين للتعرف عليهم حال إخفائهم لوجوههم. أما في المقابلة الثانية، فأخذهم المنتصر بسيارة هايلوكس إلى المطار، حيث قابلهم ضباط بريطانيون بدل الأمريكيين. أي أن دور الأمريكيين كان تجنيد الجواسيس فقط، وباقي الدور كان للبريطانيين.

تم طرح أسئلة الأمريكيين ذاتها، والتحدث حول الخطوات المقبلة والتي وُصفت بأنها ستكون شاقة وقاسية من تدريبات شاقة ومكثفة. التحق أعضاء الخلية بكتيبة فايز المنتصر، والتحقوا بدورة عسكرية شاقة، والتي استقطبت العديد من عناصر المحافظات الشمالية للقيام بالعمل الاستخباراتي. تعلموا كيفية رفع الإحداثيات والتعرف على الأماكن، وعلى الأماكن العسكرية المحصنة من خلال إحداثيات الصور الثابتة، والكيفية التي يتم فيها تصوير المواقع والأشخاص والآليات على نحو سري دقيق، ثم إرسال البيانات والمعلومات باستخدام التطبيقات المختلفة التي ندربوا عليها. بعد الانتهاء من التدريبات تم إرسال هؤلاء الجواسيس في بعض المهمات السرية داخل المحافظات اليمنية المحتلة مثل حضرموت، والمهرة، ومأرب. ومن ضمن هذه المهام التجسس على منزل الشيخ علي سالم الحريزي الذي وقف ضد التحالف في المحافظة. يحاول التحالف البقاء الدائم في اليمن بحجة مكافحته للإرهاب وإعادة بناء اليمن والهدف الحقيقي هو السيطرة على دولة اليمن واستنزاف موارده.

بعد تحقيق الجواسيس النجاح المطلوب في المهام، بدأ العمل على مرحلة جديدة من العمل الجاسوسي، لكن هذه المرة باتجاه المحافظات الحرة، والتركيز على هذه المحافظات وخاصة محافظتي صعدة وصنعاء، للبحث عن أماكن الدفاعات الجوية ومنصات إطلاق الصواريخ والطيران المسيّر، وكل ما له علاقة بالقوات العسكرية التابعة للجان الشعبية وللجيش عامةً لتدميرها، حيث أن  اعتبرت هذه اللجان والجيش خطوط دفاع رادعة للتصدي لأطماع قوات التحالف. تم إرسال الجواسيس لرصد مقرات المجاهدين وتجمعاتهم، وتحركاتهم في كلا المدينتين، والبحث عن القواعد الصاروخية ومصانع الطائرات والأسلحة المختلفة والمعسكرات، وفي صنعاء، تم تكليف أحد الجواسيس بالذهاب إلى أرحب لتصوير مصنع الطيران المسير ثم إلى دارس لتصوير مصانع الصواريخ، لكنه وجد ورشة لإصلاح محركات القاطرات والمولدات في دارس، ليتم إرساله مرة أخرى إلى منطقة الأزرقين في الشمال الغربي في صنعاء ليتأكد من وجود معسكر المجاهدين، لكنه وجد كسارة لصناعة أحجار الطرقات، وباءت مهماته جميعها بالفشل الذريع.

أُرسل جاسوس آخر لمنطقة أرحب لإيجاد إحداثية مصنع الكراتين ثم تم قصفه لاحقًا، ثم لمنطقة جدر بعد تحديد إحداثية محطة تحلية مياه، ثم إلى صعدة لتصوير المناطق التي تم قصفها، والأطقم العسكرية للجان والجيش، وتم إرسال آخر لذيفان في منطقة همدان. عمل الجواسيس بإشراف "فايز المنتصر" ومع المخابرات البريطانية لأربعة أشهر، حيث كانوا يتلقون أجراً شهريا لا يتعدى الـ 300 دولار. وفي النهاية، تم القبض عليهم جميعًا وتسليمهم للعدالة التي ستتخذ الإجراءات المناسبة بحقهم.