كانَ صَدّام حُسين مُلقّباً بِسَيفِ العَرَب، لِأنّه وبِمفرَدِهِ تَصّدّى وهَزَمَ إيران في حَربِه ضِدّها لمدةِ ثَماني سَنوات (1980 م-1988 م)، وَقَد قامَ بحل النّزاع السّياسي بطَريقة التّفاهم مع إيران والإهداء، حيث قدّم 120 طائرة روسيّة كهدّية لحلّ النّزاع.
كَما أُقيمَت مَسرحيّة كُوَيتيّة تُسَمّى "سَيف العَرب"، لتصفَ الغَزو العِراقيّ عَلى الكُوَيت بطريقةٍ اجتماعيّة كوميديّة، مُوضّحَاً أَثَر هذا العُدوان على البَلدين، والتّغيرات الاجتماعيّة التي لَحِقت بهم.
مَن هو صدّام حسين؟
هُو صدّام حسين المجيد التّكريتي من مَواليد 1937 م، وهو رابع رَئيس لجمهوريّةِ العِراق، والِده حسين كان رَجلاً فَقيراً، يَعملُ فلّاحاً وحارساً، تَزوّج مِن صبحيّة وأنجبت له ولدين، تُوفّي الأول، بَينما الثّاني صَدام الذي لم يلقَ أباه فَقد تُوفيّ قَبل وِلادته بِعدّة أشهر.
عندما أصبَح في الثّانية من عُمره، تُوفّي جَدَه الذي كان يرعاه، فانتقلت أمّه إلى دَار خاله للعيشِ معه، وبعد فَترة مِن الزّمن تزوّجت أمه من شخص قريب يدعى (إبراهيم حسن)، كان رجلاً فقيراً ويعملُ حارساً لمدرسة.
أثّرت حَياة صَدّام مَع زوجِ أمّه على شَخصيّته كثيراً، فَقد كان إبراهيمُ حسن قاسِياً في تَربيته مُعتبراً أنّ القسّوة هي الأسلوب الأفضل للتّربية، حاولَت أمّه الدّفاع عنّه لكنّها كان تتعرض للتعنيف مِن زوجها كلّ مرّة. حُرم صدّام حُسين أيضاً مِن الذّهابِ إلى المَدرسة، وتَعرّض إلى حياةٍ قاسيةٍ ما بين سِن الثّالثة والتاسعة من عُمره، لكنّه تعلّم السّباحة، والرّماية، وركوب الخيل، بالإضافة إلى تعلّم رعي الأغنام وهو في سن صغير.
كان لصدّام حسين ثلاثة أخوة غير أشقاء، حاول أن يحافظ على علاقة طيّبة معهم رغم الحياة الصّعبة التي كان يعاني منها، منح أخوته الثلاثة مَناصب جيّدة بعد أن أصبحَ رَئيساً للعراق.
التقى صَدام حسين بابن خالة في أحد الأيام، وَحدّثه عَن التّعليم والقراءة، والكِتابة، ممّا جَعل صدّام يُفكّر بالدّراسة، فانتقل للعيش عند خالة وبدأت مَرحلة الدّراسة الابتدائية، وكان خالة وابن خالة على تشجيع دائم له، رغم الصّعوبات التي كان يُوجهها خَصوصاً فارق السّن مع طُلاب صفّه، لم يَكن صَدّام من المتفوّقين لكنه كان يتّصف بالذّكاء.
انتقل إلى بَغداد لِيكملَ مَرحلة تعليمِهِ الأساسيّة والثّانويّة أيضاً، وعندما أصبح صدّام رئيساً للعراق، كافَأ خالة بأن أصبح رئيساً لبلديّة بغداد، لكنه لم يكن كُفأ لهذا المنصب واستغلّه لتحقيق مصالحه.
كان يحلمُ صدّام حسين بالانضمام إلى الأكاديميّة العَسكريّة، فكان شاباّ يَطمح أن يَتخرّج ضابطاً، وكان ذا بنيّة جسديّة قويّة تَسمح له بِذلك، مع ذلك لم تَنجح مُحاولته بالانضمام إلى الأكاديميّة لأنه كان خريج ثانويّة، وكان وزنه يَنقص ثلاثة كيلوغرامات، أكمل بعدها دراسة الحقوق في القاهرة عام 1963 م.
تَزوج صدّام حسين مرّتين؛ الزوجة الأولى اسمها ساجدة وهي ابنة خالِه، تزوجها عام 1963 م وهو في الجامعة، وأنجب منها ولَدين (عدي وقصي)، وثلاث بنات (رغد ورنا وحلا)، أما زوجته الثّانية فاسمها سميرة الشابندر، وتَزوجها 1986 م أنجَبَ مِنها وَلداً واحداً اسمه (علي).
في 1979 م أصبح صدام حسين نائباً لرئيس العراق أحمد حسن البكر بَعد أن كان له دَور سياسي كبير في العِراق وزادت شُهرته، أثناء تَوليه لمنصبِه كان هناك مشروع الوِحدة بين العراق وسوريا على أن يَكون الرئيس لهذه الوِحدة أحمد البكر ونائبُه حافظ الأسد الذي كان رئيساً لسوريا قبل فكرة مشروع الوحدة، مما جَعل صدام حسين يَستولي على رئاسة العراق لأن هذا المشروع لن يُعطيه أي دَور أو مَنصب.
حقّق صدام حسين إنجازات كثير أثناء رئاسته ومنها التالي:
1. قامَ بِشق نَهر ثالث بَين دَجلة والفُرات لتعزيزِ النّشاط الزّراعي ولامتصاص المُلوحة من المَناطق الزّراعيّة.
2. وفّر 75% من الاكتفاء الذّاتي الغِذائي للعراق.
3. بنى ما يقارِب 5500 مَدرسة.
4. دَعَم القَضيّة الفلسطينيّة ولَم يَعترف بِإسرائيل.
5. أسّس شِعار "نفط العرب للعرب" فلم يزوّد إسرائيل بالنّفط.
6. تَحقيق اقتصاد قوي للعراق من خِلال تَأميم النّفط.
نهاية حكم صدام حسين
بَعدَ حَرب الخَليج، دَخلت القُوّات الأمريكيّة والبِريطانيّة عام 2003 م العراق، وبِسببها انهار الحكم العراقي، واختفى صِدّام حسين لِمدّة أسابيع، وقٌتِل أبناؤه عدي وقصي على يَد القُوات الأمريكيّة.
بعد عدّة أسابيع مِن اختفاء صدّام حسين، تمَّ القَبض عليه في أحد المزارع النائيَة، وبِدأت مُحاكمَتُه عام 2005 م، بينما في السّادس مِن نوفمبر 2006 م، صَدَر الحُكم بِحقه وهو الإعدام شنقاً في قضيّة الدّجيل، ونُفّذ في 30 ديسمبر من نَفسِ العام.