هو الشيخ سهل بن عبد الله التستري من مشايخ الصوفية وهو علم من أعلام الهدى ومصباح من مصابيح الدجى ولد في تستر من الأهواز بخوزستان وحفظ القرآن الكريم وهو إبن سبع سنين. ثم سافر إلى البصرة وعبادان طلبا للعلم والمعرفة وراح يسعى خلف العلماء العارفين لينهل من علومهم ويتأدب بآدابهم مثل الشيخ أبي حمزة بن عبد الله العباداني الذي شرح له كيفية سجود القلب وهو حال خاص أكرمه به الله وخصَّهُ به عمّن سواه. كما تتلمذ على يد خاله الشيخ محمد بن سوار الذي طلب منه أن يقول في قلبه:" الله معي,الله ناظر إلي,الله شاهدي" فوجد لها سهل حلاوة في قلبه وأصبحت لهُ ورداً يوميا يلتزم به. وكان سهل يكثر من العبادة والتهجد والخلوة بهدف الإنقطاع والتبتّل إلى الله وقد أصبح عارفا بالله وصار لهُ أتباع ومريدون كُثر يربيهم ويرشدهم في الطريق إلى الله. توفي بالبصرة في شهر رجب عام 283 هجري الموافق ل 896 ميلادي .
ومن كتبه ومؤلفاته: رقائق المحبين,مواعظ العارفين,جوابات أهل اليقين, تفسير القرآن الكريم, قصص الأنبياء.
ومن الجدير بالذكر أنه أثناء جنازته التي انكب عليها الناس من كل حدبٍ وصوب أنَّ يهودياً من سكان البلدة أخذ يصيح في الجنازة ويقول للناس: أترون ما أرى؟فقال له الناس: ماذا ترى؟ قال: أرى أقواما ينزلون من السماء (أي الملائكة) يتمسَّحون بالجنازة. ثم تشهد اليهودي وأسلم. وهذه من كرامات الأولياء التي يخصُّ الله بها أحبابه وأصفياؤه.