من هو راوي حديث (صريح الإيمان) وما هي درجة صحته

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الراوي هو الصحابي (أبو هريرة) عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني رضي الله عنه وأرضاه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ". أخرجه مسلم.

- فالحديث صحيح وهو موجود في صحيح الإمام مسلم رحمه الله.

- ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ذلك صريح الإيمان) أي أن ما تجدونه في أنفسكم وتخافون أن تتحدثوا به فهذا يدل على استكمال الإيمان في قلوبكم بدون شك ولا تردد.

- وقال القاضي عياض رحمه الله: أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه، وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء، ولا يقتصر في حقه على الوسوسة، بل يتلاعب به كيف أراد، فعلى هذا معنى الحديث سبب الوسوسة محض الإيمان، أو الوسوسة علامة محض الإيمان.

 - ونعود لنتحدث عن راوي الحديث الملقب بأبو هريرة الذي أسلم عام خيبر في أول السنة السابعة للهجرة، ولزم النبيّ صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين متتبّعا سننه العملية والقولية والتقريرية وصفاته لتوثيقها.

- تميز الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، بأنه كان يعد من أكثر الأئمة والصحابة رواية للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو على رأس الصحابة المكثرين من رواية الحديث فقد روى رضي الله عنه قرابة 5374 حديثا،

- وقد عرف وتميز بحفظه للحديث النبوي ونشره.
وقد قال بنفسه: (صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين لم أكن في سنيّ أحرص على أن أعيَ الحديث مني فيهن) رواه البخاري في صحيحه.

- على الرغم من قصر المدّة التي لازم بها النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه استطاع أن يكون من أكثر الرواة للحديث النبوي الشريف.

-
ليس كل ما رواه أبو هريرة سنّة قولية فقط، أي ليس فقط مما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان يدخل ضمن الأحاديث: صفات وتقارير عن النبي صلى الله عليه وسلم (أي أقوال وأفعال شهدها الرسول وأقرّها)،

- كما أنه تميز أيضا بحفظه للقرآن الكريم، وكان يُعد من القراء المشهورين الذين حفظوا القرآن وعلموه لغيرهم من التابعين،
-كما تميز الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه بحسن الخلق والتواضع وبالكرم وحبه لآل بيت رسول الله.

- وقد تميز رضي الله عنه بعطفه للقطط فكان لديه قطة (هرة) صغيرةً وكانت تلازمه أينما ذهب، وكان عطوفاً رحيما عليها يطعمها ويسقيها. وبسبب ذلك سماه النبي صلى الله عليه وسلم بأبو هريرة لأنه كان يعطف على الهرة

- وكان يدعو أمه إلى الإسلام وهي مشركة، وكانت تقول في النبي صلى الله عليه وسلم ما يكرهه، فأتى يوما رسول الله وهو يبكي. وقال يا رسول الله! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي. فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة. فقال رسول الله: "اللهم اهد أم أبي هريرة" فكان مستبشرًا بدعوة نبي الله، فلما ذهبت للبيت، وفتحت الباب. إذا بأمي تقول لي: يا أبا هريرة! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

- كان بارا بوالدته أشد البر، وكان أبو هريرة رضي الله عنه إذا أراد أن يخرج من بيته أو يدخل عليه وقف على باب أُمِّه فقال: السلام عليك يا أُمَّتاه ورحمة الله وبركاته. فترد عليه السلام فيقول لها: رحمك الله كما ربيتني صغيرًا.
فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرًا.

- وتوفي الصحابي العظيم في السنة السابعة والخمسين للهجرة في المدينة المنورة عن عمر ثمانية وسبعين عاماً وتم دفنه بالبقيع. رحم الله أبا هريرة ورضي عنه وجزاه خير الجزاء..
وجمعنا به ورسولنا الكريم وأصحابه في جنات النعيم.