من هو راوي الحديث النبوي (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة..) وما هي درجة صحته

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الراوي هو الصحابي: صدي بن عجلان بن وهب أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه. وهو من أصغر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فقد ولد قبل الهجرة بخمس سنوات، وانتقل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وتوفي رضي الله عنه سنة ستة وثمانون للهجرة وكان عمره واحد وتسعون عاماً.

والحديث صحيح، ونص الحديث هو:  عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: (أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ) أخرجه أبو داود في سننه وحسنه الألباني.

- وكان الصحابي صدي بن عجلان (أبو أمامة) رضي الله عنه كثير الذكر لله تعالى، وفي ذلك يقول أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يحرك شفتيه، فقال: "ماذا تقول يا أبا أمامة"، قال: أذكر ربي تعالى، قال: "أفلا أخبرك بأكبر وأفضل من ذكر الليل مع النهار والنهار مع الليل تقول: سبحان الله عدد ما خلق، وسبحان الله ملء ما خلق، وسبحان الله عدد ما في الأرض والسماء، وسبحان الله ملء ما في الأرض والسماء، وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه، وسبحان الله ملء ما أحصى كتابه، وسبحان الله عدد كل شيء، وسبحان الله ملء كل شيء، وتقول الحمد لله مثل ذلك". أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.

- ولهذا الصحابي العظيم موقف مع ملك الروم هرقل عندما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام.

- فيقول الصحابي صدي بن عجلان أبو أمامة الباهلي عن هشام بن العاص الأموي قال: بعثت أنا ورجل من قريش إلى هرقل ندعوه إلى الإسلام، نزلنا على جبلة فدعوناه إلى الإسلام، فإذا عليه ثياب سواد، فسأله عن ذلك قال: حلفت ألا أنزعها حتى أخرجكم من الشام، قال: فقلنا له: والله لنأخذن مجلسك هذا، ولنأخذن منك الملك الأعظم أخبرنا بهذا نبينا؟

 
قال: لستم بهم، ثم ذكر قصة دخولهم على هرقل واستخلائهم، فأخرج لهم ربعة فيها صفات الأنبياء إلى أن أخرج لهم صورة محمد صلى الله عليه وسلم فإذا هي بيضاء، فقال: أتعرفون هذا؟ قال: فبكينا، وقلنا: نعم، فقام قائمًا ثم جلس فقال: والله إنه لهذا قلنا: نعم قال: فأمسك ثم قال: أما إنه كان آخر البيوت ولكني عجلته لأنظر ما عندكم.

ثم قال: لو طابت نفسي بالخروج من ملكي لوددت أني كنت عبدًا لأسدكم في ملكه حتى أموت، قال: فلما رجعنا حدثنا أبا بكر فبكى ثم قال: لو أراد الله به خيرًا لفعل، ثم قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم واليهود يعرفون نعت النبي صلى الله عليه وسلم.

- ولقد كان لهذا الصحابي أثر في الآخرين بدعوتهم وتعليمهم لهذا الدين: ومن الأمثلة على ذلك:

1- يقول سليمان بن حبيب المحاربي دخلت على أبي أمامة مع مكحول وابن أبي زكريا فنظر إلى أسيافنا فرأى فيها شيئًا من وضح، فقال: إن المدائن والأمصار فتحت بسيوف ما فيها الذهب ولا الفضة فقلنا: إنه أقل من ذلك، فقال: هو ذاك أما إن أهل الجاهلية كانوا أسمح منكم، وكانوا لا يرجون على الحسنة عشرة أمثالها وأنتم ترجون ذلك ولا تفعلونه، قال: فقال مكحول لما خرجنا من عنده: لقد دخلنا على شيخ مجتمع العقل.

2- وعن سليم بن عامر قال: جاء رجل إلى أبي أمامة فقال: يا أبا أمامة إني رأيت في منامي الملائكة تصلي عليك كلما دخلت وكلما خرجت وكلما قمت وكلما جلست، قال أبو أمامة: اللهم غفرًا دعونا عنكم وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة ثم قرأ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [سورة الأحزاب: 41- 43].