الارجح بأن اسمه هو: زكريا بن أدن واتصل نسبه بنبيّ الله داود عليه السّلام، وزكريا هو والد نبي الله يحيى عليه السّلام، وهو من بني إسرائيل، وانتهى نسب النبي زكريا عليه السلام إلى يعقوب بن إسحاق عليهما السلام وكان يعمل بالتجارة فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم،أنه قال: (كان زكريا نجاراًً).
ولقد تحدث القرآن الكريم عن النبي زكريا عليه السلام :
- فعندما تقدم العمر به واشتد الشيب في رأسه وكانت زوجه أيضاً قد تقدم بها السن، ولم تلد له من الولد ما تقر به عينه بقوله: {قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا * وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا} سورة مريم (3-5 )
- ويخبرنا القرآن الكريم في سورة آل عمران بأنه ذات يوم ذهب إلى معبد يتعبد فيه، فوجد فيه مريم عليها السلام تتعبد في محرابها، صامتة في تفكيرها، ورأى بين يديها أمراً غريبا ، حيث رأى عندها فاكهة الصيف، والوقت كان حينئذ وقت شتاء، فقال لها سائلاً إياها: {يا مريم أنى لك هذا} (آل عمران:37)،
فأجابته بفطرتها ولسانها الصادق: {هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} (آل عمران:37). - وعندما رآها تتعبد توجه إلى الله عز وجل بقلب خاشع وبلسان صادق ، فقال: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} (آل عمران:38).
وكانت زوجته عاقر وانقطع عنها الحيض وقدبلغت من العمر عتياً ، فأظهر زكريا في دعائه الأدب مع خالقه، حيث توسل إليه سبحانه وتعالى بضعف جسمه ، وبعمره الكبير الوهن . وبقي زكريا بالمحراب واجتهد في الدعاء بأن يرزقه الله الولد، من أجل مصلحة الدين، والحرص على من يرثه في علمه ونبوته، ويكون مرضياً عند خالقه. ولكن الله تعالى استجاب لسيدنا زكريا في طلبه فمنَّ الله على نبيه زكريا بولد اسمه يحيى، بعد أن ظن أن لا مجال للولد، ولا سبيل إلى ذلك {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا} (مريم:7).
- وكانت العلامة على شكر هذا العطاء أنه لا يستطيع الكلام مع الناس لمدة ثلاثة أيام إلا من خلال الإشارة ليبقى في ذكر الله تعالى وشكره فقط
- وقد عاش نبي الله زكريا عليه الصلاه و السلام في حياته اكثر من ( 950 )سنة و امضى حياته لله سبحانه و تعالى وكان مرضيا وكان يدعو الى دين الله في حياته.