من هو القاضي إياس بن معاوية المزني

1 إجابات
profile/أسماء-وليد-أحمد-شاهين
أسماء وليد أحمد شاهين
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
٢٤ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أبو واثلة إياس بن معاوية بن قرة المزني، تابعيّ جليل كان قاضياً شرعياً في العراق وتحديداً بمدينة البصرة، عرف بذكائه ونباهته وفطنته وورعه وتقاه منذ نعومة أظفاره، ولد في نجد عام ٤٦ هجري في منطقة اليمامة تحديداً.

  • حياته وصفاته:
تعلم القاضي إياس بين البصرة ودمشق؛ فترعرع في البصرة ونهل علماً من دمشق من الصحابة والتابعين الأجلاء. ولما عرف عنه من نباهته وعلمه أصبح شيخاً متقناً للدرجة التي جعلت أساتذته يتتلمذون على يده ويخضعون له مع أنه كان يصغرهم بكثير، حتى أن شاربه لم يكن مكتملاً وهو يدرس أصحاب اللحى من تلاميذه الشيوخ.

 
قال عنه الجاحظ: (إياس من مفاخر مُضر، ومن مُقدمي القضاة، كان صادق الحَدْس نقّابًا، عجيب الفراسة، ملهمًا، وجيهًا عند الخلفاء)

وفي هذا تتضح سماته التي أهلته أن يكون قاضياً ناجحاً؛ فصدق الحدس من النعم التي لا يحظى بها كثير من الناس، وأظن أن هذه نعمة من الله يجتبي بها صفوة خلقه، فكما يصفه الإمام الغزالي أنه نور يقذفه الله في قلب الإنسان فيستدل به، أي أنه مصدرٌ للمعرفة لكنه لا يُمنح لكل البشر؛ وهذا القاضي إياس ممن امتازوا به فمنحه الله إضافة لنور البصر والبصيرة نور آخر يساعده في التفريق بين الحق والباطل.


وتكمل صفة الفراسة الحدس الصادق؛ فيتضح للإنسان حينها ما خفي عن غيره ليميز بين المظلوم والظالم، وعلاوة على هذه الصفات النبيلة؛ كان ملهماً وقليل من أمثاله ممن ينيرون طرق غيرهم بإبداعهم وخاصة في عملهم. توفي التابعي إياس سنة ١٢٢ هجري في واسط عن عمر يناهز ٧٦ عاماً. 


فنحن إذن أمام تابعي جليل عظيم القدر والمكانة ميزه الله وحباه القدرة على الإبداع في الفصل بين الحق والباطل في القضاء، له مواقف كثيرة في القضاء وترك أثراً يحكى به إلى يوم يبعثون.