هو زيد الخيل بن مهلهل أبو مكنف الطائي النبهاني .
وكان يدعوه الناس في الجاهلية بزيد الخيل ، ودعاه النبي عليه الصلاة والسلام بعد إسلامه بزيد الخير. وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لله درك يا زيد ، أى رجل أنت!!! )
- وسمي بزيد الخيل : لانه كان أطول الرجال قامة فكان كلما ركب الفرس مست رجلاه الأرض!!! وكان فارس عظيما وأجمل الرجال وأتمهم خلقة ،وكان علما من أعلام الجاهلية .
- أما عن قصة إسلامه :
لما وصل زيد الخيل خبر النبي عليه الصلاة والسلام وقف على شيء مما يدعو إليه فقام بجمع السادة الكبراء من قومه ودعاهم إلى زيارة المدينة المنورة حيث النبي محمد عليه الصلاة والسلام .وكان فارس عظيم وسيد قومه فلما بلغوا المدينة توجهوا إلى المسجد النبوي وكان النبي أنذاك يخطب بالمسلمين على منبره فأعجبهم كلامه وأدهشهم تعلق المسلمين به. وكان النبي عليه الصلاة والسلام فطنا فلما رأهم ورأى وفدا يدخل المسجد لأول مرة خاطبهم قائلا:
(إني خير لكم من العزى، ومن كل ما تعبدون, إني خير لكم من الجمل الأسود، الذي تعبدونه من دون الله ) ويبدو أن الجمل الأسود، كان أغلى أنواع الجمال عندهم .
فوقع كلام النبي عليه الصلاة والسلام في نفس زيد ومن كام معه ,فمنهم من استجاب للحق ومنهم من تولى عنه مثل زر بن سدوس الذي ملأ الخوف فؤاده ودب الحسد في قلبه وقال لمن معه (إني لأرى رجلاً ليملكن رقاب العرب، والله لا أجعله يملك رقبتي أبداً) ،ثم توجه إلى بلاد الشام وحلق رأسه وتنصر.
- وأما زيد والآخرون، فقد كان لهم شأن آخر، فما إن إنتهى الرسول عليه الصلاة والسلام من الخطبة وقف زيد بين الجموع مثل العظماء وقال بصوت جهور : (يا محمد، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله).
فأقبل صلوات الله عليه وقال:
من أنت ؟
فقال : أنا زيد الخيل بن مهلهل فرد النبي عليه وقال : (بل أنت زيد الخير، لا زيد الخيل ) الحمد لله الذي جاء بك من سهلك وجبلك، ورقق قلبك للإسلام". فعُرف بعد ذلك بزيد الخير.
فأسلم مع زيد جميع أصحابه من قومه
وقال النبي عليه الصلاة والسلام له :
"يا زيد، إن فيك خصلتين، يحبهما الله ورسوله"
فقال زيد : (وما هما يا رسول الله ) فقال له النبي عليه الصلاة والسلام (الأناة والحلم)
فقال زيد الخير : (الحمد لله الذي جعلني على ما يُحب الله ورسوله) والتفت إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال :
(يا رسول الله، أعطني ثلاثمائة فارس، وأنا كفيل لك، بأن أغير بهم على الروم وأنال منهم)
فأكبر الرسول عليه الصلاة والسلام همة زيد، وقال له: (لله درك يا زيد، أي رجلٍ أنت ؟)
كان زيد الخير قد أصابته الحمى الشديدة وكان يتمنى أن يلقى قومه، وأن يكتب الله لهم الإسلام على يديه، وبدأ يسابق المنية، والمنية تسابقه، لكنه ما لبِثت أن سبقته المنية ، فلفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق، ولم يكن بين إسلامه وموته متسع لأن يقع في ذنب.
- فالناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام .