أول تابعي وضع منصنفاً في تفسير القرآن الكريم هو الإمام مالك بن أنس في سنة 179 هجرية. وقد صنف تفسيره على طريقة الموطأ، ثم تبعه الأئمة، وأصبح من القليل أن تجد حافظاً لكتاب الله إلا وله تفسير مسند.
وقد كان هناك عدة تفاسير في وقت لاحق تعتمد على تدوين أقوال الصحابة فيما يخص بالتفسير فقط، ومن التابعين الذين قاموا بهذا:
سفيان بن عيينة سنة، وكيع بن الجراح ، شعبة بن الحجاج، يزيد بن هارون، أبو بكر بن أبي شيبة
ولقد كان أغلب المفسرين من التابعين قد تتلمذوا على يد الصحابي بن عباس رضي الله عنه، ولقد كان في عصر التابعين عدد من مدارس التفسير، أذكرها لك على النحو التالي:
- مدرسة التفسير في مكة: وقد كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مشرفاً عليها، إذ كان يجلس مع أصحابه من التابعين ويفسر لهم القرآن الكريم، ويوضح لهم كل ما يستشكلونه، وكان التلامذة يدونون ما يقول لهم، ومن أشهر تلاميذه: زيد بن أسلم، وأبو العالية، محمد بن كعب القرظي.
- مدرسة التفسير في العراق: أقام هذه المدرسة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقد اشتهر هذا الصحابي في العراق، لمعرفة بكثير من الحديث المروي، وقد ظهرت في العراق طريقة التفسير بالرأي والاجتهاد، ومن أبرز تلامذة هذه المدرسة: علقمة بن قيس، الأسود بن يزيد، والحسن البصري.
هذا عدد قليل من المفسرين في عصر التابعين، فقد ازدهر التفسير بين التابعين بشكل كبير، ونظراً لاتساع رقعة المسلمين زاد ذلك في الحاجة لوجود مصنفات في التفسير، ولكن ذلك لا يمنع أن يكون هناك من التفاسير ما فيه كثير من الأخطاء لعدم الدقة في النقل ولاعتماد الرأي الشخصي دون تأكد من صحة المعلومة.