من هم التتار ؟

  أول ما يخطر في بالك وأيضًا ما خطر في بالي عند قراءة كلمة" التتار" مزيج من المعارك، وصليل السيوف، وصهيل الخيول، ولهيب المعركة. نتذكر ما تعلمناه في دروس التاريخ العظيمة حول قومية التتار التي كانت تعيش كقبائل بدوية في شمال شرق دولة منغوليا والمنطقة المحيطة ببحيرة بايكال منذ القرن الخامس الميلادي. تحدثت هذه الشعوب باللغة التركية، ويعتقد وجود روابط بينها وبين شعوب كومان وكيبتشاك. ثم أصبحوا جزءًا من الجيش الفاتح المغولي لجنكيز خان في أوائل القرن الثالث عشر، حيث انتقلوا من وصفهم كبدو رحّل لجزء مهم من الغزاة المغوليين والأتراك. وبهذا أصبح هؤلاء الغزاة المغول لروسيا والمجر معروفين للأوروبيين باسم التتار Tatar أو Tartar.

في الوقت الحالي، عاش هذا الشعب على نحو رئيسي في غرب وسط روسيا، وعلى طول المجرى المركزي لروافد ونهر الفولغا، كاما، وصولًا لجبال الأورال شرقًا. كما استقر التتار في كازاخستان وبشكل أقل في غرب سيبيريا، ووصل عددهم مجتمعين لأكثر من خمسة ملايين نسمة في أواخر القرن العشرين. بعدما تفككت إمبراطورية جنكيزخان، ارتبط التتار بالجزء الغربي من روسيا الأوروبية والتي كانت تلقّب سابقًا بالقبيلة الذهبية. وفي القرن الرابع عشر، تحول معظم التتار للدين الإسلامي السُّني. وبسبب الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية، تفككت القبيلة الذهبية لخانات (khanates) مختلفة منها ما أصبح في قازان، واستراخان على نهر الفولغا، وخانة سيبير غرب سيبيريا، وبقيت خانية القرم تابعة للعثمانيين، حتى احتلتها روسيا في عهد كاترين العظيمة.

استطاع التتار تنظيم خاناتهم تنظيمًا اجتماعيًّا معقدًّا، بحيث بقيت القيادة المدنية والعسكرية تابعة للنبلاء في العصر الروسي. كما تمايزت طبقات عامة الناس ما بين تجار وفلاحين. على رأس الحكومة وقف خان الدولة التترية الأولى والتي سميت بخانات كازان، وانضم جزء منهم لطبقة النبلاء الروسية بالاتفاق معهم في القرن السادس عشر. وبقي هذا التقسيم صالحًا داخل المجتمع التتري حتى الثورة الروسية عام 1917 م. وما بين القرنين التاسع والخامس عشر، كان الاقتصاد التتري قائمًا على الرعي والزراعة المختلطة. كما طوروا صناعات الحرف اليدوية الخشبية والسيراميك والجلود والمعدن والقماش، وعرفوا كتجّار مهرة. ثم أصبح لهم مكانة عليا كسياسيين وإداريين ومعلمين ووكلاء تجاريين في مناطق آسيا الوسطى.

يعيش اليوم أكثر من 1.5 مليون تتاري قازاني في جمهورية تدعى تتارستان في منطقتي الفولغا والأورال، حيث يشكلون نصف عدد سكانها. ويعرفون باسم Volga Tatars وهم الأكثر تقدمًا وثراءً بين خانات التتار، الذين يعيشون في كازاخستان وآسيا الوسطى بعدد مليون نسمة. أما التتار السيبيرين والذي يبلغ عددهم مئة ألف، فيعيشون غرب سيبيريا. أما تتار القرم، فشكلوا جمهورية القرم الاشتراكية السوفيتية ذاتية الحكم، والتي تم حلها عام 1945. حيث اتهم الزعيم ستالين قرابة 200000 تتاري قرمي بالخيانة، والتعاون مع ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، ليتم ترحيلهم لأوزبكستان وكازاخستان، ومنعوا من التحدث بلغتهم. وفي عام 1956، استعادوا حقوقهم المدنية دون السماح لهم بالعودة لشبه جزيرة القرم التي تم دمجها مع جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية.

تعد حياة التتار حياة ذات معايير تقليدية محلية، حيث تلعب النساء دورًا مهيمنًا في العائلات التتارية. واندمجوا بشكل مميز في المجتمع الكازاخستاني، حيث تنتشر الزيجات المختلطة. كما أنهم يتشاركون في اللغة، والثقافة، والشعور بالانتماء للعالم التركي. كما شغل العديد من التتار مناصب إدارية متوسطة، ولعبوا دورًا في الثقافة الكازاخستانية. وبالرغم من ذلك، تدهور وضعهم عقب الاستقلال بسبب تحديد الدولة الكازاخستانية الولاء لها على أساس العرق لا الانتماء. فأصبحوا يعانون من مشكلات الإقصاء والحرمان، خاصة الذين لا يتحدثون الكازاخستانية، مما أدى لصعوبة وصولهم للوظائف المتنوعة وخاصة الإدارية. كما أن قلة نشاطهم السياسي أدى لتجاهلهم نوعًا ما. يحتل التتار المرتبة الثالثة بعد الألمان والروس في هجرتهم.

التتار في الاتحاد السوفيتي:يتحدث التتار لغتهم التتارية التركية والروسية اللتين تعدان اللغات الرسمية لجمهورية تتارستان، وقبل ثورة 1917 م، كُتبت التتارية بحروف اللغة العربية، ثم استُبدلت بأبجدية لاتينية جديدة، ثم عام 1939 م تم استبدالها بالحروف السريالية المستخدمة إلى الآن. ومن ميزات التتار استمرارية التقاليد الأبوية القوية حتى في العائلات الحديثة. فغالبً يتمتع الأب بسلطة ضمنية، وتتعلم الفتيات القيام بالواجبات المنزلية واحترام قرارات الزوج، لكن بالطبع، المنازل مملكة النساء، فمثلًا، تتمتع النساء في مجتمع ليبكا تتار تقليديًا بنفس الحقوق والمكانة التي يتمتع بها الرجال، ويمكنهن الالتحاق بمدارس مختلطة. غالبية التتار هم من المسلمين السُّنة، وكثير من التتار يمارسون الدين كجزء من الثقافة، بما يُطلق عليه الإسلام الأوروبي، حيث لا تلتزم السيدات بالحجاب، وتشكل الزيجات المختلطة بين الديان حوالي ثلث عدد الزيجات الإجمالي.

خمسة مشاهير روس من أصل تتاري:العديد من المنجزين البارزين عبر التاريخ الروسي لديهم جذور التتار، ومنهم:
1. رودولف نورييف: انشق راقص الباليه السوفيتي الشهير وهرب إلى الغرب في عام 1961. وفقًا لموقع مؤسسة رودولف نورييف على الإنترنت، "كانت العائلة تتار، من أصل فلاح في جمهورية الباشكير السوفيتية، لكن والده، حامد، اغتنم الفرص التي أتاحتها الثورة الروسية للناس العاديين، وأصبح ضابطًا للتربية السياسية في الجيش الأحمر، وترقى إلى رتبة رائد ".
2. سيرجي رحمانينوف: ولد عازف البيانو والملحن والقائد الشهير في عهد القيصر وغادر روسيا في أعقاب الثورة البلشفية عام 1917. ولد لعائلة نبيلة من أصول تتارية، كانت في خدمة القياصرة الروس منذ القرن السادس عشر في شمال غرب روسيا.
3 - رولد ساجديف: وُلد الرجل الذي سيصبح أحد رواد فيزياء البلازما الحديثة، ومدير معهد أبحاث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، والمستشار العلمي للرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف في موسكو لأبوين من التتار في عام 1932.
4. فيليكس يوسوبوف: الأمير اللامع والكونت كانا من أصل التتار وشخصية رئيسية في روسيا القيصرية المتأخرة، اشتهر بدوره في اغتيال غريغوري راسبوتين عام 1916، الذي نصب نفسه معالجًا وقيل إن له تأثيرًا لا داعي له على القيصر نيكولاس الثاني وزوجته.
5. مارات سافين: السياسي وبطل التنس الشهير، الذي احتل المرتبة الأولى عالميا في عصره، من مواليد موسكو لأبوين تتارين عام 1980.

لقد أثبت التتار مهارتهم الرائعة في الاندماج في المجتمعات المضيفة مع الاحتفاظ بإحساسهم بهويتهم الخاصة والفخر بتراثهم. ساهم التتار، الذين انتشروا في جميع أنحاء العالم، في ثقافات متعددة، واندمجوا في حضارات مختلفة. كان لدى الخانات العظماء الذين خدمهم التتار رؤية لعالم موحد، بموجب قانون واحد تكسب فيه الجدارة والاعتراف، وتزدهر التجارة وتجمع بين الناس. لم تنج هذه التجربة لأن الإمبراطورية انهارت بسبب الخلافات والمنافسات على الخلافة. فتح التوسع والغزو التتاري قنوات اتصال، وجعل الأوروبيين أكثر وعياً بالعالم التتاري خارج حدودهم 

التتار هم قبائل متنقله معروفين بين القبائل البدوية وتعود اصولهم الى الدولة المغوايةو الدوله التركيه ويتحدثون اللغه التركية ويعتنقون الدين الاسلامي الا القليل منهم يعتنق المسيحي وكان يحكمهم الملك جنكيز خان وبعد سقوطه هاجمو العديد من المناطق في قارة اسيا وفي قارة اوروبا  عملو في بدايه حياتهم بالرعي والزراعه ولم يذكر لهم اي صناعة 

التتار هم مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يعودون في أصولهم الى الدولة المغولية ، ومنهم من يعود إلى الدولة التركية .

وكان التتار تحت قيادة القائد جنكيز خان ، وكان جنكيز خان وكذلك التتار قد هاجموا العديد من المناطق حول العالم ومنها مناطق من قارة آسيا وكذلك مناطق من قارة أوروبا .

وكان التتار هم عبارة عن بدو كانوا يتمركزون في شرق منغوليا .