لتعرف الفرق بين أصحاب الملل والنحل , فلا بد من التعرف أولاً لمعنى كل من الملة والنحلة اصطلاحاً:
الملّة وتعني: الطريقة المقتبسة من الغير، يقول الله عز وجل: {بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا } (البقرة: 135)
أمّا النحلة، فتأتي بمعنى: الدعوى والدِّين، ولكنها تستعمل كثيراً في الباطل، والنحلة هي النسبة والدعوة الباطلة, و يقال: انتحال المبطلين. وفي المصطلح: "المناهج العقائدية لأُمّة خاصّة أو جميع الأُمم، سواء كانت حقّاً أم باطلاً."
وعلم الملل والنحل علم كسائر العلوم ويعرّف أنه العلم بتاريخ نشوء المذاهب والديانات عبر القرون، ومقارنتها مع بعض البعض. وأمّا موضوع علم الملل والنحل فهو عقائد الأُمم الّذي يعبَّر عنه بالملل والنحل, وأما مسائله: فهي تتمثل في الاطّلاع على آراء أصحاب الديانات.
وتتَّحد غايته مع تاريخ العلوم على وجه الإطلاق، وهي إعطاء البصيرة والبيان للمحقّق الكلامي في نشوء العقائد واشتقاق بعضها من بعض.
ويقال:" نحلة القول": أي أنه أضاف إليه قولاً قاله غيره وادعاه عليه.
ويقال:" انتحل فلان شعر فلان": أي ادَّعاه لنفسه وادَّعى أنه قاله.
وتطلق النحلة تجوزاً على الدين والمذهب كما يلي
فيقال: "ينتحل فلان لمذهب كذا" , أي ينتسب له.
والنحلة هي الدين والعقيدة , فيقال ما نحلتك؟ أي ما دينك.
وأحد أشهر الكتب في هذ المجال هو كتاب الملل والنحل للكاتب الشهرستاني, حيث قسم دراسته في كتابه الى قسمين:
القسم الأول: وهو أهل الديانات والملل : مثل اليهود والنصارى .
والقسم الثاني: هم أهل الأهواء والنحل: مثل الدهرية و الفلاسفة وعبدة الكواكب والبراهمة و غيرهم.
ويتبين لنا أن النحل هي العقائد والآراء الباطلة , التي ليس لها حقيقة و تنتسبها فرقة من الفرق, ومن ذلك فإن أصحاب الملل هم اصحاب الديانات السليمة واصحاب النحل هم اهل الاهواء الباطلة.
10 مشاهدة
