من تطلق عليه السلطة الرابعة؟

1 إجابات
profile/تسنيم-شلبي
تسنيم شلبي
الكيمياء
.
٢٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
يُطلق مصطلح السلطة الرابعة على وسائل الإعلام والصحافة، وعُرف هذا المصطلح للمرة الأولى في القرنين 18 و19، بحيث استخدمه المفكر البريطاني إدموند بروك في جلسة من جلسات مجلس البرلمان البريطاني، وعندها قال: "هناك ثلاث سلطاتٍ تجتمع هنا تحت سقف البرلمان، لكن في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهمّ منكم جميعاً".

ومن بعد إدموند استخدمه الكاتب توماس كارليل في كتابه "الأبطال وعبادة البطل في التاريخ" في وقت تحول نظام الحكم في العالم من ديكتاتوري إلى ديمقراطي، ومن وقتها بدأ يستخدم المصطلح بشكل شائع بين الأفراد.

تعتبر وسائل الإعلام السلطة الرابعة لما لها من تأثير وقوة على قناعات وتفكير الشعوب، وقد تزيد عن قوة الحكومة في بعض الأحيان، وربما يعود ذلك لامتلاك وسائل الإعلام السلطة في مراقبة أداء السلطات الثلاثة الرئيسية (السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية، والسلطة القضائية) ونقلها لأفراد الشعب، كما يُمكن للإعلام أن يضغط على السلطات لتنفيذ ما هو بصالح أفراد الشعب.

يُمكننا أن نرى ذلك في أحدث ما يدور في بلادنا في العصر الحالي، وهي قضية تهجير الفلسطينيين من بيوتهم، والمجازر التي يرتكبها العدوان الصهيوني بحق غزّة وكل من يعيش فيها، ففي هذه السنة بدأ التهجير في حي الشيخ جراح (الذي يعتبر قلب القدس).

من خلال الإعلام قام أبناء حي الشيخ جراح بتوصيل صوتهم للعالم، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت مجموعة من المؤثرين العرب والأفراد في نقل الصورة كاملة عن كل ما يحدث في حي الشيخ جراح، وغزة، وفلسطين، وكان لذلك تأثير كبير في تغيير نظرة الإعلام الغربي لما يحصل في فلسطين، وأصبحنا نرى تضامن أكبر مع فلسطين، ودعم لها من مختلف المجتمعات.

وأذكر قصة حصلت في المغرب قبل مدة طويلة - لست أذكر التاريخ بالتحديد- عن شاب مغربي يُدعى فؤاد مرتضى، وقد تم سجنه لمدة 3 سنوات لوضعه صورة للأمير رشيد (أخ ملك المغرب) على ملفه الشخصي في موقع فيس بوك؛ بحيث تم اعتبارها اساءة للأمير، وعندها ظهرت أخت فؤاد مرتضى على وسائل التواصل الاجتماعي لتوضيح الظلم الذي وقع على أخيها، واستطاعت كسب تضامن جميع أفراد الشعب معهم لدرجة إسقاط الحكم عنه.

 كما نرى قضايا مجتمعية كبيرة تحدث في المجتمعات العربية والغربية، وقوانين تتغير بسبب وسائل الإعلام المختلفة مثل قضايا القتل "الشرفية" التي أصبحت تحدث بكثرة في الأردن في السنوات السابقة ولم نعلم عنها غير من وسائل الإعلام، ونأمل بأن يتم تغيير قانون العقوبات وقانون جرائم الشرف كاملًا عن قريب.