من أين تنبع شهوة الإنسان؟

1 إجابات
profile/بشاير-نهاد-جابر
بشاير نهاد جابر
أخصائية نفسية
.
٢٦ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هناك العديد من الاتجاهات التي فسرت الشهوات والغرائز من منظورها الخاص والآن سأقوم باستعراض أهمها لك :

  • نظرية التحليل النفسي - سيجموند فرويد :
وهي إحدى النظريات الأولى في علم النفس والتي تناولت موضوع الغرائز والشهوات بشكل تفصيلي، تقوم هذه النظرية على افتراض أساسي وهو أن الإنسان يولد مزوداً ومدفوعاً بغرائزه، وأن الشخصية الإنسانية تتكون من ثلاثة مكونات : 

-الهو ID 
-الأنا ego
- الأنا الأعلى super ego

وكل واحدة من هذه المكونات الثلاث تمتلك خصائص تميزها عن المكون الآخر حيث أن "الهو" وهو الذي يهمنا هو منبع الغرائز الشهوانية في الشخصية بحسب فرويد، وهو الجانب الذي يهتم بتحقيق رغباته البدائية دون اعتبار لأي قيود مجتمعية أو أخذ ما هو مقبول أو غير مقبول بعين الاعتبار، المهم لدى الهو تحقيق الغرائز المرتبطة بالحياة مثل الجنس، الطعام والشراب، التصرفات الخطيرة، القوة والسيطرة ... الخ 
بينما الأنا الأعلى هو الصورة المناقضة تماماً من الهو، حيث أنها تسعى إلى تحقيق المثل العليا والقيم والمبادئ، وهي بمثابة الضمير الذي يجلد النفس عند ارتكابه أي عمل مهما كان صغيراً، وهنا يأتي دور الأنا والتي بحسب فرويد تكون بمثابة شرطي المرور الذي يسعى إلى الموازنة بين رغبات الهو، ومتطلبات الأنا الأعلى ويتوسطهم ، فلا يجعل زمام الأمور للهو ولا يجعل السيطرة للأنا الأعلى بل يحقق التوسط ، وهذا هو تفسير الغرائز بحسب ما يراه سيجموند فرويد.


  • الاتجاه الإسلامي : 
من حكمته سبحانه وتعالى أنه خلقنا وخلق فينا حاجات فطرية يسعى الإنسان إلى تحقيقها تبدأبالحاجات الفسيولوجية وتنتهي بحاجة تحقيق الذات كما ذكرهم ماسلو، وما يحاسب عليه الإنسان هو الطريق التي يسلكها في إشباع هذه الحاجات، هل هو طريق مشروع ومقبول أم لا، والمسؤول عن هذا هو نفس الإنسان ، والنفس كما ذكرها القرآن ثلاثة أنواع وهي:

- النفس الأمارة بالسوء "إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي" سورة يوسف 53
- النفس اللوامة  "وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ" سورة القيامة 2
- النفس المطمئنة "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ 27 ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً 28" سورة الفجر

حيث أن النفس الأمارة بالسوء هي التي تدفع صاحبها إلى الوقوع في المعاصي وتزين له الشهوات ، بينما النفس المطمئنة هي النفس التي توحد الله تعالى وتؤمن بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وتسعى إلى بلوغ كمال الإيمان، أما النفس اللوامة فهي التي تشكل الضمير، والتي تميل أحياناً إلى تحقيق شهوة ما ثم ترجع إلى الصواب وتتوب وتتأرجح ما بين هنا وهناك ، وهي نفس طيبة بالأصل لأنها دائماً ما تعود إلى الحق .