الأصل هو المبادرة إلى قضاء الصلاة التي فاتتك مباشرة دون تأخير أو انتظار إلى وقت آخر أو إلى مثلها وقتها في اليوم التالي .
فعنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، - رضي الله تعالى عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ) قَالَ قَتَادَةُ: وَ {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } [طه: 14]. متفق عليه .
وفي رواية لمسلم: (مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا ) .
ولما فاتت النبي عليه الصلاة والسلام هو وصحابته صلاة الفجر وكانوا في غزوة ولم يستقيظوا إلا بعد طلوع الشمس ، توضؤوا ثم صلوها بعد أن انتقلوا من الوادي الذي ناموا فيه .
كما روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( عَرَّسْنَا مع نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ برَأْسِ رَاحِلَتِهِ، فإنَّ هذا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فيه الشَّيْطَانُ، قالَ: فَفَعَلْنَا، ثُمَّ دَعَا بالمَاءِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، وَقالَ يَعْقُوبُ: ثُمَّ صَلَّى سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الغَدَاةَ.).
فمن فاتته صلوات فعليها قضاءها مباشرة ، ولا ينشغل عنها إلا بما فيه مصلحة للصلاة .
أما ما يعتقده بعض الناس من أن عليه أن يؤخرها حتى يقضيها في اليوم التالي في نفس وقتها فهذا خطأ محض .
وإذا كان سؤالك عن قضاء صلوات فاتتك قديما في حياتك على طول سنوات كنت لا تصلي فيها أصلا ، ثم تبت من ذلك وصلت من المصلين ، والآن تسأل عن حكم قضاء صلوات تلك الفترة ومنها صلاة الفجر ، فهذه المسألة مختلفة لأنها تنبني على حكم قضاء الصلوات التي المتروكة عمدا لا سهوا أو نوما أو غير ذلك .
وهذه المسألة مختلف فيها بين العلماء ، فجمهور العلماء يوجبون ذلك ، وبعض العلماء يقول لا يقضى ما تركه عمدا ولا يجزئه ذلك وإنما عليه التوبة النصوح والإكثار من النوافل والطاعات ، وهذا القول الثاني أقوى دليلا .
وعلى كل حال لو أردت القضاء فبعض العلماء يقول صل مع كل صلاة في نفس وقتها صلاتين ، فتصلي مع كل صلاة فجر صلاتي فجر قضاء عما فاتك على مر السنين .
والله أعلم