متى يجب على الفتاة ارتداء الحجاب؟

3 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٠٨ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 يجب على الفتاة المسلمة لبس الحجاب الشرعي والالتزام به ببلوغها وجريان التكليف عليها، ويستحب لأهلها تعويدها عليه ببلوغها سن التمييز وهو السن  الذي يبدأ  فيه ظهور علامات الأنوثة عليها .

وعلامات البلوغ للفتاة تعرف بواحد مما يأتي:
1.نزول دم الحيض منها- أو ما يسمى بالعادة والدورة الشهرية- .
2. الإنبات، بمعنى نبات الشعر حول العانة والفرج.
3. بلوغها سن الخامسة عشر القمرية

فإذا حصلت عند الفتاة واحدة من العلامات الثلاثة، فقد صار واجبًا عليها لبس الحجاب الشرعي الكامل، وتأثم بتأخيره عن ذلك، فأقصى حدّ يمكن تأخر لبس الفتاة للحجاب له هو سن الخامسة عشرة.
 
وذلك أن الله أمر نساء المؤمنين وخاطبهن بلبس الحجاب في أيات عدة  في سورتي النور والأحزاب، كما قال تعالى في سورة الأحزاب الآية (59) (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ). وفي سورة النور  الآية (31) (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ )

وروي عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : ( يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلا هَذَا وَهَذَا ) - وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ –.

وهذا الحديث رواه أبو داود وهو ضعيف ولكن يستأنس به.
 
والخطاب والأوامر الشرعية يخاطب بها الله المؤمن والمؤمنة ببلوغهما بالإجماع، فيعتبر سن البلوغ هو الحد لجريان القلم وكتابة الحسنات والسيئات على العبد.

والحجاب الشرعي الذي يلزم الفتاة المسلمة هو تغطية جميع بدنها إلا الوجه والكفين، فقد اختلف فيهما العلماء، ولم يختلفوا في وجوب تغطية سائر البدن، أما الوجه والكفين فاتفقوا على استحباب تغطيتهما، واختلفوا في وجوب ذلك.

وُيشترط في الحجاب الشرعي أن يكون فضفاضًا ليس ضيقًا، يفصل العضو ولا يكون شفافًا، ولا يكون ذا لون لافت للنظر؛ لأن المقصود من الحجاب هو الستر وحفظ المرأة ، فلا يصح أن يتحول الحجاب نفسه إلى زينة وتبرج. وقد ابتلينا في هذا الزمن بصنفين من المسلمات:

  • صنف يقلن لا أريد أن ألبس الحجاب حتى أقتنع به، بل صرنا نسمع هذه العبارة من بعض الأمهات والآباء لما يسألون عن تبرج بناتهم يقولون  دعها حتى تلبسه عن قناعة. وأي قناعة في الحجاب وما الذي تحتاج إلى قناعة فيه، وقد أمر الله به في كتابه، وأمر به رسوله، وأجمعت عليه  الأمة سلفًا وخلفًا، ولم يخالف ذلك أحد،فأي قناعة بقيت؟ نعم هي بحاجة إلى قناعة بدينها بوجوب طاعة ربها وطاعة رسولها وقهر شيطانها، فليست المسألة مسألة قناعة، وإنما هو شيطانها وهواها غلبها حتى جعلها تتبرج وتُظهر زينتها، ينظرها كل غريب. 


  • صنف غطين رؤوسهن ولكنهن تبرجن في سائر جسدهن، فصار الحجاب نفسه زينة وتبرجًا، فخالفن المقصد من هذه الفريضة العظيمة. وقد أخبر النبي عن وجود هذا الصنف في أمته  لما قال (صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، وذكر منهما: ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا) (متفق عليه)


فهي في الظاهر كاسية  قد لبست الثياب، ولكنها في الواقع عارية؛ لأن ثيابها زينة  بحد ذاتها، تفصّل جسدها وتصفه وتزينه وتجلب النظر إليه، وهي مائلة عن الحق وطريقه، مميلة غيرها من الرجال الذين تفتنهم بالنظر إليها أو النساء اللواتي يقلدنها.

إن الحجاب كرامة وعفة وطهر وحفظ للمراة المسلمة أن تصبح سلعة تتقاذفها الأعين و تشتهيها الأنفس. 

والواجب على الأهل الناصحين المحبين الخير لبناتهم أن يحرصوا على تدريب بناتهم على الحجاب من صغرهن حتى ينشأن على حبه، ويسهل عليهن لبسه عند البلوغ، كما أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تدريب الأولاد على الصلاة في صغرهم؛ ليسهل عليهم الصلاة عند كبرهم.

والله أعلم

profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
  
إذا بلغت الفتاة المسلمة سن البلوغ وجب عليها ارتداء الحجاب وستر جميع بدنها عن جميع الرجال الأجانب عنها وذلك بإجماع العلماء ما عدا الوجه والكفين المختلف فيهما.

-قال الله تعالى في سورة النور: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) الآية رقم 31

- فإن سن التكليف في الإسلام هو البلوغ: فإذا بلغت الفتاة المسلمة وجب عليها ستر سائر بدنها وأن تلبس اللباس الشرعي كاملاً.

- أما في سن ما قبل البلوغ فقد اختلف في تحديد السن التي تلزم فيها الفتاة بالستر وارتداء الحجاب وتغطية الرأس:
- فبعضهم من قال تستر بدنها سبع سنين قياساً على تعليمهم الصلاة في هذا السن.
- ومنهم من قال تسع سنين.
- وقد اختلفوا بذلك بحسب حجم الفتاة، فبعض الفتيات تظهر عليها مظاهر النساء وتتعلق بها الأنظار قبل أن تصل العاشرة وفي هذه الحالة يجب على أبويها إلزامها بالستر خوفا عليها من الفتن.

- وقد حدد العلماء أربع علامات لبلوغ الفتاة المسلمة هي: 1- الاحتلام فإذا احتلمت الفتاة فقد بلغت.
2- نبات الشعر الخشن حول العانة.
3- بلوغ خمس عشرة سنة.
4- الحيض (الدورة الشهرية)

- فإذا ظهرت أي علامة من العلامات السابقة على الفتاة فتكون قد بلغت - وهي مكلفة بعد البلوغ بجميع الأحكام الشرعية وسائر العبادات، ووجب عليها الإتيان بجميع الواجبات واجتناب جميع المحرمات، ومن الواجبات ارتداء الحجاب.
 
- وينبغي على الوالدين تعويد الفتاة المسلمة على اللباس الشرعي وأن يغرسوا حب الحجاب ويشجعوها عليه ويقولوا لها أنها أجمل وأحلى في هذا اللباس، وبأن هذا اللباس يرضي الله ورسوله، وهو لباس أمهات المؤمنين والصحابيات رضوان الله تعالى عنهن، حيث أنها إذا تعودت عليه قبل بلوغها وأحبته كان سهلاً عليها أن تلبسه.

- فعن الرُّبيع بنت معوذ في ذكر صيام عاشوراء عندما فرض صيامه على المسلمين، وفيه: فكنا بعد ذلك نصومه - يعني عاشوراء - ونُصوِّم صبياننا الصغار منهم، إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن _ وهو الصوف _، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار. متفق عليه. يبيّن لنا الحديث السابق دور الأسرة والوالدين في تعليم أولادهم وتدريبهم وتحبيبهم بالعبادات تدريجياً حتى يتعودوا عليها.

- والتربية بالقدوة هي أفضل أساليب التربية فإذا كانت الأم والأخوات الكبيرات يلبسن اللباس الشرعي ويتحجبن فيسهل الأمر على الفتاة الصغيرة، أما إذا كانت الأم لا تلبس اللباس الشرعي ولا أخواتها الكبار فكيف نطلب من الفتاة الصغيرة عند بلوغها أن تلبس الحجاب الشرعي؟!
- ومن تجربتي الخاصة مع بناتي فلذات أكبادي فقد قمت بعمل حفلة خاصة بكل بنت لي بلغت بلغت سن السابعة من عمرها أسميناها (حفلة الصلاة واللباس الشرعي) حيث جمعنا بعض نساء الأقارب وبناتهم وقمت بإلقاء كلمة عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع) متفق عليه. وبفضل الله تعالى جميعهن الآن ملتزمات بالصلاة وباللباس الشرعي.

- وعليه أوصي كل أب وأم بعمل هذه الحفلة (حفلة الصلاة واللباس الشرعي) وتقديم هدية بسيطة للفتاة فلن تنسى هذا اليوم أبداً وستبدأ بالالتزام الديني وتكون قرة عين لوالديها.

 والحجاب هو شعار المسلمات، وهو تجسيد لحياء المرأة، وعلامة على عفافها وحشمتها. ويلبسها الوقار والجمال، فهو سترة للمرأة وحفظا لها مما قد يسوئها وصونا من الفتن والذئاب البشرية، بل هي بلباسها الشرعي تفرض احترامها حتى على الفساق والشباب الطآشين.

- وهو كرامة وتشريف للمرأة المسلمة وتميزها عن غير المسلمات الكاسيات العاريات.

- فالحجاب علامة على طاعة الله ورسوله وعلى التزام المرأة المسلمة بأوامر الله تعالى.

- كذلك فهو يساعد على تحصين المجتمع من الرذيلة والفحش والعري والفساد.

- وهو كذلك حفظاً للشباب من بروز الفتن التي قد تؤدي بطاقات الشباب إلى الفساد والحرام بدل أن تؤدي إلى تنمية مجتمعاتهم.

- كذلك فالحجاب يساعد في حفظ الأعراض والأنساب ويقضي على الفاحشة في المجتمع.

- كذلك يساعد المرأة المسلمة على تربية بناتها تربية إسلامية محتشمة بحيث تكون لهن قدوة في لباسها واحتشامها. 

 

profile/حقوقي
حقوقي
طالب
.
٢١ أبريل ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
عند البلوغ