تتعد الحالات التي نتوقف فيها عن إرضاء الناس ما بين الحالات الإيجابية والسلبية:
أولُا: الحالات الإيجابية التي يتوقف معها إرضاء الناس:
في المرحلة التي تتمكن فيها من معرفة ما لديك من مشاعر وحاجات ورغبات ومتطلبات
وكيف يمكن التحكم بهذه المشاعر والرغبات وتبدأ في فرض السيطرة على نفسك وتحقق ما فيها من متطلبات بواسطة ما لديك من سلوك وتوجه تتوقف عن إرضاء الآخرين،
ففي أغلب الأحيان نحن نسعى لإرضاء الآخرين للشعور بالأمن على المستوى العاطفي الانفعالي ولتبليه بعض الرغبات والحاجات،
ولأننا لا نمتلك الفهم الكافي لما نحن عليه، فمثلا الزوجة التي تعلم ما لديها من مشاعر وبدأت تتحكم في ما لديها من ردود أفعال ستتوقف عن إرضاء الزوج في كل الأمور
لأنها أصبحت تعلم ذاتها وهويتها ويمكن أن تلبي ما تريد من رغبات وحاجات وتتعامل مع المشاعر بطريقة صحيحة بعيدًا عن التبيعة والإرضاء.
- امتلاك الثقة بالنفس: معرفة أين:
1- مواضع الضعف والقوة
2- والنظر للنفس بطريقة صحيحة وصادقة
3- والابتعاد عن تجميل الواقع للنفس أو تبرير ما في النفس من سلبيات
سبب في أن نتوقف عن إرضاء الآخرين ونبدأ في إرضاء أنفسنا ويتحقق هذا عندما نبدأ في تقبل ما لنا من شخصيات وطبيعة
ونتعامل مع الأفكار السلبية ونمتلك التوجهات والمعتقدات والمبادئ والقيم التي تظهر ما لنا من شخصية وكيان، بالإضافة إلى وجود توقعات إيجابية عن النفس.
هذه كلها سبب في أن نرى أن العمل على إرضاء الآخرين خاصة في المواضع التي لا تحتمل الإرضاء أمر مرفوض ولا يمكن إظهاره مهما كانت العقبات،
لأنها سبب من الأسباب التي تقتل الثقة بالنفس وسبب في أن نشعر بالرضوخ.
- امتلاك حقيقة وجوهر الحياة:
1- التوصل لجوهر ومعنى الحياة الحقيقي
2- ووجود رسالة معينة لدى الشخص
3- وأن يبني له توجه معين وخاص يتخلص فيه من كافة التعاملات السلبية التي من شأنها أن تخل بما أسس من تصور معين،
فيجد في إرضاء الناس استنزاف لما لديه من جهد ووقت وطاقة يمكن استغلالها فيما لديه من هدف في الحياة
وهنا يمكن القول أن بناء فلسلفه خاصة عن الحياة تتضمن حقائق وأهداف،
سبب في أن يتوقف المرء عن إرضاء الغير وينصب باهتمامه وتركيزه على ما له من نظرة مستقبلية
خاصة أن إرضاء الناس في كثير من الأحيان سبب في فقدان القدرة على توجيه العمل بطريقة صحيحة لتحقيق أهداف مستقبلية مرجوة.
- وجود دوافع داخلية للتعزيز:
التخلص من كافة الدوافع الخارجية والتي ترتبط بالناس للشعور بالثقة والأمن والحب والسعادة
واستبدالها بدوافع داخلية نابعة من النفس يتم من خلها الشعور بالرضا والمتعة سبب في أن يتوقف الإنسان عن إرضاء الناس،
فمن الممكن أن يكون إرضاء الناس أحد الدوافع الخارجية التي يتم الاعتماد عليها للشعور بالمشاعر الإيجابية
ومن هنا انتقال الشعور الإيجابي من مصدره الخارجي إلى آخر داخلي متعلق بالفكر والجهد الشخصي سبب في التوقف عن إرضاء الناس.
لأن الشخص يبدأ في تلبية ما لديه من رغبات واحتياجات بشكل شخصي بعيدًا عن الآخرين.
ثانيًا: الحالات السلبية التي يتوقف معها إرضاء الناس ويكون فيها الشخص معتمد على الآخر:
التعاملات بين الآخرين التي ينتج عنها الشعور بالإحباط واليأس وعدم القدرة على تلبية الحاجات النفسية الفسيولوجية سبب في أن نتوقف عن إرضاء الآخرين،
فمثلا الصديق الذي أصبح يشعر باليأس والإحباط من معاملة صديقة الآخر سيبدأ في التوقف عن كل السلوكيات التي كانت سبب في إرضائه
لوجود مشاعر سلبية وتتنوع هذه المواقف وتختلف لتجعل من سلوك عدم إرضاء الناس سلوك ظاهر بشكل كبير.
عدم الحصول على التعزيز وتحقيق المصلحة الشخصية قد يكون سبب في عدم إرضاء الآخرين
وهنا نجد الكثير من العلاقات التي تقوم على المصالح توقف الإرضاء فيها لتوقف تحقيق الهدف، وعليه يمكن القول أنه عند انتهاء المصالح يتوقف إرضاء الناس.
- فقدان تقدير الذات واحترام الذات:
عندما يفقد الشخص القدرة على احترام ذاته ونفسه ويفقد القيمة الحقيقة لكيانه ووجوده
يفقد القدرة على إرضاء الآخرين لأنه يصبح غير قارد على الشعور بالآخر والتفاعل معه ويصبح غير مهتم بما للآخر من فكر وتوجه وبالتالي يتوقف عن إرضاء الناس.