لماذا لا أشعر بالرضا عن ذاتي بالرغم من تحقيق أهدافي؟

4 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant
.
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
أودّ أولًا أن أحييك على تحقيق أهدافك، فالوصول لهذا أمر ليس بالأمر اليسير.
إن شعورك في الوقت الحالي بعدم الرضا عن ذاتك هو أمرٌ طبيعي، ويسمى "مغالطة الوصول"، حيث يشعر به الكثير من الناس بعد بلوغهم أهدافهم، فلا تقلق.
وبحسب خبير علم النفس الإيجابي المحاضر في جامعة "هارفارد" تال بن شاهار الذي يُنسب إليه الفضل في صياغة هذا المصطلح:"إن مغالطة الوصول تتمثل في توهم الشعور بالسعادة الدائمة بمجرد أن نحقّق هدفا ما أو نصل إلى مرادنا.

إن ربطك شعورك بالسعادة وبالامتلاء الروحي عند تحقيق أهدافك هو معادلة غير صحيحة، فعندما تحدد هدفًا مستقبليًّا، فإنك تُشغّل مراكز المكافأة في الدماغ، ليحدث لك تأثير معرفي مهدئ، يجعل شعورك بالإنجاز عادةً يوميةً ممتعة.
فتتكيف  بإشغال وقتك بتحقيقه فتعتاد عليه، وتربطه بالشعور بالنشوة كما المرات السابقة، إلى أن يصبح أمرًا روتينيًّا صرفًا؛ وتدريجيًّا يتناقص الشعور المهدئ، فتصبح أقل رضاء عما توقعته.
 
قد تشعر بالفراغ بسبب ما تعنيه لك تلك الإنجازات، أو لشعورك بالقيمة التي تضيفها، مما يجعلك لاحقًا تسعى للحصول عليها دون توقف، لتشبع نشوتك بتحقيقها.
كما يمكن أن تبدأ المشكلة منذ الصغر بسبب تعليم الآباء لأبنائهم أن قيمتهم كأشخاص تنبع في النهاية من إنجازاتهم وما يفعلونه وليس من هم عليه.
مما يولد إحساسًا داخليًّا بالشعور بالشّك بأنفسهم، والشعور بعدم الكفاءة.
كما أن العالم المفتوح على وسائل التواصل الاجتماعي والترويج الذاتي، وتعظيم الذات للبعض،  وعدم الاكتراث من قبل الآخرين بإنجازك، يجعلك تشعر أحيانًا بدونية ما تعمله، فتُحبط.

عليك دومًا أن تنمي احترامك لذاتك، داخليًّا وخارجيًّا، أعد لملمة نفسك وتجميعها وأعِد شحن طاقتك.
ثم حدد ما الخطوة القادمة.
افخر بإنجازاتك فأنت تستحق أن تُعلي من تقدير لذاتك.
خذ راحة بعد العمل المضني والإنجاز الرائع الذي قدّمته.
يوضح الدكتور ماثيوز: "يتطلب الأمر منك الكثير للعمل نحو هدف كبير".
إن الاستراحة مفيدة للتعافي والاستعداد لما سيأتي بعد ذلك."
 
 عليك أيضًا ان تخرج من منطقة راحتك، بتجربة أشياء جدية، واستكشف عوالم أخرى.
فالقيام بأشياء مكررة وبنفس الروتين، يمنعك من التعلم، ويقلل من نشاط دماغك؛ مما يؤدي بشعورك بالفراغ وعدم اليقين.
إن استكشافك لأنشطة جديدة أو حتى أنشطة عشوائية ستغذّي طموحك وفضولك، وتخرجك من فقاعتك الضيّقة.
كما أن صداقتك لأشخاص مختلفين عنك يؤدي أيضًا إلى اكتشافات جديدة، وتعزّز من ثقتك بنفسك.
 
 حدد رغباتك الأساسية، التي تفتح طاقات إبداعك.
اعرف ما الذي يجعلك سعيدًا وقم به لنفسك وليس لتسعد من حولك. كن أنت وفقط أنت.
توقف وفكّر بوعي ذاتي حول ما قمت به. حوّل الخوف من التغيير إلى وقود للنجاح. غّير طريقة تفكيرك في التقدم الذي حققته.
فعندما تحرز تقدمًا بالفعل ، يبدو الهدف في متناول اليد، فتميل إلى زيادة جهودك. هذا سيشعرك بالإنهاك ليؤثّر لاحقًا على شعورك بالسعادة عند بلوغ الهدف.
يجب أن تحفز أهدافك متى استطعت، بحيث يكون دافعك جوهريًا وليس خارجيًا، فالدوافع الداخلية تتنبأ بالإنجاز والنجاح بشكل أفضل من الدوافع الخارجية.
عليك إنشاء محفزات خارجية لنفسك على المدى القصير إلى المتوسط ، فيمكنك إثابة نفسك بإجازة قصيرة، أو شراء شئ ترغبه.
 
وأهم من ذلك كله أن تبحث عن نقاط قوتك وتعزّزها، وتذكر أنك لن تستطيع بتاتًا أن ترضي جميع الناس مهما بلغت، ففي لحظة ما ستجد من ينتقدك لسببٍ أو لآخر. لذلك قارن إنجازاتك بنفسها وليس بإنجاز غيرك، فاختلافاتك هي ما تجعلك متفردًا.

تقول الفيلسوفة والروائية آين راند:" إن تحقيق سعادتك هو الهدف الأخلاقي الوحيد لحياتك، وأن السعادة وليس الألم أو الانغماس الذاتي الطائش، هو دليل على نزاهتك الأخلاقية  لأنها الدليل والنتيجة على ولائك لتحقيق قيمك."

المراجع:
https://www.aha.io/blog/goal-achieved-now-what
https://www.psychologytoday.com/us/blog/the-heart-addiction/201708/are-you-unhappy-achiever
https://mawdoo3.com/8_%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA_%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%B9%D8%B1_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B6%D8%A7_%D8%B9%D9%86_%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%83

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 7 شخص بتأييد الإجابة
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
الثقة بالنفس وبناء الشخصية
.
١٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 يعود السبب في عدم امتلاك الرضا النفسي إلى:وجود توقعات ذات مستوى عالي مخالفة للواقع، أو امتلاك المثالية العالية والتي تجعل من أي إنجاز مهما كان غير مطابق للمعاير، أو عدم إعطاء وإدراك القيمة للإنجاز الذين تقومين به على المستوى النفسي وعلى المستوى العام، أو وجود السلبية الطاغية على الجانب الإيجابي في الحياة، أو عدم وجود الدعم من المحيط مما يؤثر على تقدير الذات ومن ثم الرضا النفسي أو الافتقار لمهارة الإمتنان، هذه العوامل فردية أو مجتمعه قد تعمل وبشكل لا واعي على النظرة الذاتية وتترك أثر بعدم الرضا النفسي عن الذات على الرغم من تحقيق الإنجازات والأهداف.

تعمل التوقعات ذات المستوى العالي والمخالفة للواقع على عدم القدرة على رؤية أهمية الإنجاز ومدى تأثيره وهنا يبقى الإنسان متطلع لما لم يحققه مقابل ما حققت فعلًا فيشعر بعدم الرضا النفسي، في بعض الأحيان قد يكون عدم الرضا النفسي سبب في تطور الذات والنفس في حال كان بالمستوى المعقول إلا أنه في حال كان مبالغ فيه ويترك أثره على كل المجالات فهنا لا بد من تحديد التوقعات والنظر للواقع وما فيه من أمور يتم التعامل معها. والابتعاد عن أحلام اليقظة التي تشكل نوع من أنواع الإشباع الذاتي بعيدًا عن الواقع وتزيد من الشعور بعدم الرضا النفسي.

ومن ناحية أخرى المثالية والنظر للأمور على أنها لا بد أن تتم بطريقة مثالية بعيدًا عن أي نوع من أنواع الخطأ تجعل من الخطوات المتبعة خلال تحقيق الأهداف وإنجازها سبب من أسباب الشعور بعدم الرضا على الرغم من الوصول للخطوة الأخيرة المتمثلة بتحقيق الإنجاز، وهنا تكون المثالية العالية سبب في النظر للنفس بنظرة متدنية فيها عدم الكفاءة وعدم تقدير الذات لوجود الأخطاء، كما أن المثالية سبب في فقدان القدرة على المرونة والتي تسمح لك بتجربة أمور مختلفة تساعد في تقدير الذات ورفع الثقة بالنفس بطريقة إيجابية.

من الأمور التي تلعب دور كبير في انخفاض الشعور بالرضا عن النفس عدم إعطاء قيمة للأمر المنجز وهنا قد يكون الخلل في الشخص نفسه فعندما لا تعطي القيمة للمجهود المبذول من قبلك وعندما تنظرين للخطوات التي تقومين بها على أنها أمر بسيط وعادي فهنا أنت لا تعطي الإنجاز أهمية وبالتالي لا تعطي القيمة للذات للنفس مما يعني الشعور بعدم الرضا، حب النفس وتقدير النفس من عوامل الشعور بالرضا النفسي، وإن كنت لا تقدرين نفسك ولا تعطيها الأهمية الكافية لا بد أن تتوقفي عن هذا الأمر وتبدئي بإعطاء القيمة للنفس ومن ثم للإنجازات التي تحققينها، حتى تتوصلي للرضا النفسي.

إن كنت من الأشخاص اللذين يقومون بالتفكير بطريقة سلبية، في كل أمر تمرين به فتوقفي، التفكير الزائد والتركيز على الأمور السلبية في الأمور سبب في إفقاد الحياة الروح الإيجابية وسبب في عدم القدرة على الشعور بالرضا النفسي، حيث أنه كلما زاد الشعر بالسعادة زاد الشعور بالرضا عن النفس والذات وعن المحيط بشكل عام، ومن ناحية أخرى قد يكون التفكير السلبي سبب في فقدان القدرة على التفاعل مع المحيط والمشاركة في الأنشطة بشكل فعال مما يقلل مشاركة الإنجاز مع الآخرين وبالتالي عدم إعطاء هذه الإنجازات الأهمية الكافية والتقدير الكافي.

إن عدم مشاركة الأهداف والإنجازات مع الآخرين يعمل على تقليل الحصول على الدعم الخارجي والذي له دور كبير في الشعور بتقدير الذات ومن ثم الشعور بالرضا النفسي, فنحن كبشر بحاجة لتقدير الذات والذي مصدره الأهل والأصدقاء والمجتمع بشكل عام، وكلما قل الدعم الخارجي المتمثل في تقديم التعزيز والتقدير قل الشعور بالرضا لعدم الشعور بتقدير الذات.

يمكن القول إن عدم إظهار الامتنان للأمور من حولك يقلل من شعورك بالرضا النفسي، فعدم الامتنان للنفس وللمحيط من حولك يعني عدم امتلاك المعرفة بأهمية هذه الأمور مما يعني انخفاض نسبة الرضا.

وكنصيحة شخصية يمكن أن أقدم لك بعض الأمور التي تساعدك على استعادة الشعور بالرضا النفسي والتقليل منه قدر الإمكان:

  • حب النفس الغير مشروط؛ قدمي الحب لنفسك دون أي حدود وأي قيود، حب النفس يتضمن تقديم الأولوية والعناية الذاتية لا تجعلي أولوية ما تسبق نفسك حتى تشعري بالرضا وتبتعدي عن الشعور بخيبة الأمل.
  • استبدال الأفكار السلبية بإيجابية؛ حاولي وقدر الإمكان أن تنظري للأمور التي تقومين بها وتحققينها بطريقة إيجابية مهما كانت بسيطة وهنا لا بد أن تظهري الامتنان, اظهري الامتنان لأبسط الأمور من حولك حتى تكوني قادرة على رؤية عظمة ما لديك إنجازات وقدرات ومهارات.
  • لا تقارني؛ إياك والمقارنة، نفسك هي كيان مستقل عن أي أحد، ولا يمكن مقارنتها بأي شخص آخر حتى تحصلي على الرضا النفسي كوني متميزة بذاتك بشكل مستقل بعيدًا عن أي أحد.
  • ثقي بنفسك؛ حتى تكوني قادرة على الشعور بالرضا لا بد من الثقة بالنفس انظري لنفسك باعتزاز ولا تقللين من أهمية الإنجازات وعطيها حقها وقيمتها الحقيقية قدمي التعزيز الذاتي للنفس فعند تحقيق انجاز معين كافئي نفسك بنوع من أنواع الأمور المفضلة لديك مثل التسوق أو احتساء كوب من القهوة في مكان نفضل أو قضاء يوم مع صديق عزيز.
  • مارسي حديث الذات؛ فإنه ومن خلال ممارسة حديث الذات يمكن أن تحققي الرضا النفسي عن طريق النبوءة المحققة لذاتها، ففي كل مرة تقولين لنفسك فيها أنك راضية عن نفسك وتقدريها أنت فعلًا تحققينني الرضا الذاتي والنفسي وتطورية مرة تلو الأخرى، وتساعدي نفسك على إعطاء القيمة لكل فعل تقومين به.
  • لا تلومي النفس وتجلدي الذات في حال الوقع في الخطأ؛ في كل مرة تخطئي فيها مارسي مهارات التفكير العليا التي تتضمن الاستيعاب والتحليل والتركيب والتقييم ومن ثم اتخاذ القرار، هذه العملية تساعدك على أن تري الأخطاء كوسيلة للتعلم لا كوسيلة للشعور باللوم والذنب وعدم الكفاءة والقدرة. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة
لأنك تريد تحقيق المزيد.

دي طبيعة البشر عاوزين يحسنوا أكثر من أنفسهم