أودّ أولًا أن أحييك على تحقيق أهدافك، فالوصول لهذا أمر ليس بالأمر اليسير.
إن شعورك في الوقت الحالي بعدم الرضا عن ذاتك هو أمرٌ طبيعي، ويسمى
"مغالطة الوصول"، حيث يشعر به الكثير من الناس بعد بلوغهم أهدافهم، فلا تقلق.
وبحسب
خبير علم النفس الإيجابي المحاضر في جامعة "هارفارد"
تال بن شاهار الذي يُنسب إليه الفضل في صياغة هذا المصطلح:
"إن مغالطة الوصول تتمثل في توهم الشعور بالسعادة الدائمة بمجرد أن نحقّق هدفا ما أو نصل إلى مرادنا.
إن ربطك شعورك بالسعادة وبالامتلاء الروحي عند تحقيق أهدافك هو معادلة غير صحيحة، فعندما تحدد هدفًا مستقبليًّا، فإنك تُشغّل مراكز المكافأة في الدماغ، ليحدث لك تأثير معرفي مهدئ، يجعل شعورك بالإنجاز عادةً يوميةً ممتعة.
فتتكيف بإشغال وقتك بتحقيقه فتعتاد عليه، وتربطه بالشعور بالنشوة كما المرات السابقة، إلى أن يصبح أمرًا روتينيًّا صرفًا؛ وتدريجيًّا يتناقص الشعور المهدئ، فتصبح أقل رضاء عما توقعته.
قد تشعر بالفراغ بسبب ما تعنيه لك تلك الإنجازات، أو لشعورك بالقيمة التي تضيفها، مما يجعلك لاحقًا تسعى للحصول عليها دون توقف، لتشبع نشوتك بتحقيقها.
كما يمكن أن تبدأ المشكلة منذ الصغر بسبب تعليم الآباء لأبنائهم أن قيمتهم كأشخاص تنبع في النهاية من إنجازاتهم وما يفعلونه وليس من هم عليه.
مما يولد إحساسًا داخليًّا بالشعور بالشّك بأنفسهم، والشعور بعدم الكفاءة.
كما أن العالم المفتوح على وسائل التواصل الاجتماعي والترويج الذاتي، وتعظيم الذات للبعض، وعدم الاكتراث من قبل الآخرين بإنجازك، يجعلك تشعر أحيانًا بدونية ما تعمله، فتُحبط.
عليك دومًا أن تنمي احترامك لذاتك، داخليًّا وخارجيًّا، أعد لملمة نفسك وتجميعها وأعِد شحن طاقتك.
ثم حدد ما الخطوة القادمة.
افخر بإنجازاتك فأنت تستحق أن تُعلي من تقدير لذاتك.
خذ راحة بعد العمل المضني والإنجاز الرائع الذي قدّمته.
يوضح الدكتور ماثيوز: "يتطلب الأمر منك الكثير للعمل نحو هدف كبير".
إن الاستراحة مفيدة للتعافي والاستعداد لما سيأتي بعد ذلك."
عليك أيضًا ان تخرج من منطقة راحتك، بتجربة أشياء جدية، واستكشف عوالم أخرى.
فالقيام بأشياء مكررة وبنفس الروتين، يمنعك من التعلم، ويقلل من نشاط دماغك؛ مما يؤدي بشعورك بالفراغ وعدم اليقين.
إن استكشافك لأنشطة جديدة أو حتى أنشطة عشوائية ستغذّي طموحك وفضولك، وتخرجك من فقاعتك الضيّقة.
كما أن صداقتك لأشخاص مختلفين عنك يؤدي أيضًا إلى اكتشافات جديدة، وتعزّز من ثقتك بنفسك.
حدد رغباتك الأساسية، التي تفتح طاقات إبداعك.
اعرف ما الذي يجعلك سعيدًا وقم به لنفسك وليس لتسعد من حولك. كن أنت وفقط أنت.
توقف وفكّر بوعي ذاتي حول ما قمت به. حوّل الخوف من التغيير إلى وقود للنجاح. غّير طريقة تفكيرك في التقدم الذي حققته.
فعندما تحرز تقدمًا بالفعل ، يبدو الهدف في متناول اليد، فتميل إلى زيادة جهودك. هذا سيشعرك بالإنهاك ليؤثّر لاحقًا على شعورك بالسعادة عند بلوغ الهدف.
يجب أن تحفز أهدافك متى استطعت، بحيث يكون دافعك جوهريًا وليس خارجيًا، فالدوافع الداخلية تتنبأ بالإنجاز والنجاح بشكل أفضل من الدوافع الخارجية.
عليك إنشاء محفزات خارجية لنفسك على المدى القصير إلى المتوسط ، فيمكنك إثابة نفسك بإجازة قصيرة، أو شراء شئ ترغبه.
وأهم من ذلك كله أن تبحث عن نقاط قوتك وتعزّزها، وتذكر أنك لن تستطيع بتاتًا أن ترضي جميع الناس مهما بلغت، ففي لحظة ما ستجد من ينتقدك لسببٍ أو لآخر. لذلك قارن إنجازاتك بنفسها وليس بإنجاز غيرك، فاختلافاتك هي ما تجعلك متفردًا.
تقول الفيلسوفة والروائية آين راند:" إن تحقيق سعادتك هو الهدف الأخلاقي الوحيد لحياتك، وأن السعادة وليس الألم أو الانغماس الذاتي الطائش، هو دليل على نزاهتك الأخلاقية لأنها الدليل والنتيجة على ولائك لتحقيق قيمك."المراجع:
https://www.aha.io/blog/goal-achieved-now-whathttps://www.psychologytoday.com/us/blog/the-heart-addiction/201708/are-you-unhappy-achieverhttps://mawdoo3.com/8_%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA_%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%B9%D8%B1_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B6%D8%A7_%D8%B9%D9%86_%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%83