بداية الترجمة كانت في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وثبت عن زيد بن ثابت أنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب يهود، وقال: «إني والله ما آمن يهود على كتابي». وهو من أشهر من تعلم السريانية في عهد الرسول ويقال إنه قد تعلمها في ستين يوما وتعلم كذلك الفارسية والرومية.
- وحركة الترجمة كانت من أهم العوامل التي أدت إلى ازدهار الحضارة الإسلامية فقد سهلت نقل مختلف العلوم الفارسية واليونانية إلى العربية.
- كما أن المسلمين قد اهتموا اهتماما كبيرا بحركة الترجمة وعملوا على تطويرها وقد امتازت الحضارة الإسلامية بالنقل من السريانية واليونانية والفارسية والهندية والصينية إلى العربية،
وحركة الترجمة تعد من الحركات الواسعة التي قامت في أواخر الفترة الأموية وفي العصر العباسي الأول،
وقد تم ترجمة العديد من الكتب الكثيرة في الفلسفة والفلك والطب والرياضيات اليونانية إلى اللغة العربية.
وقد قام الخلفاء بتشجيع ودعم حركة الترجمة لكي تساعدهم في تطوير المعرفة والعلوم وحفظهما من الزوال ومن الضياع.
حركة الترجمة في العصر الأموي:
هناك من قال بأن الترجمة بدأت وتطورت في العصر الأموي حيث ذكر في المصادر أن خالد بن يزيد بن معاوية والملقب بحكيم آل مروان أرسل إلى الإسكندرية في طلب بعض الكتب في الطب وعلم الكيمياء لترجمتها إلى العربية وذلك بعدما أقصى عن الخلافة طواعية.
وخالد بن يزيد كان يسمى حكيم آل مروان وكان فاضلا في نفسه وله محبة في العلوم، فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونان الذين نزلوا مصر وتفصحوا بالعربية وكان هذا أول نقل في الإسلام من لغة إلى لغة.
وكان أعلم قريش بفنون العلم وله كلام في صنعة الكيمياء والطب وكان متقنا لهذين العلمين.
ومن الخلفاء الأمويين الذين استكملوا جهود الترجمة بعد خالد بن يزيد، عمر بن عبد العزيز وكان أحد علماء مدرسة الإسكندرية
وقام الخليفة عمر بن عبدالعزيز أيضا بنقل علماء مدرسة الإسكندرية إلى مدرسة أنطاكيا لكن هذا لا يعني أن مدرسة الإسكندرية أغلقت بل ظلت قائمة في العصر العباسي؟
كما أن الخليفة الأُموي معاوية بن أبي سفيان كان من الذين شجعوا حركة الترجمة وقد كان محبًّا للاطلاع على سياسات الملوك وسيرهم، وكان لديه مَن يَنسخون له الكتب التي يبدو أنها كانت مترجمة عن اللغات اليونانية واللاتينية والصينيَّة.
وعلى الرغم من أن الترجمة في العصر الأموي قد اقتصرت على الكيمياء والفلك والطب، نجد أنه في العصر العباسي صارت أوسع نطاقا بحيث شملت الفلسفة والمنطق والعلوم التجريبية والكتب الأدبية.
أما حركة الترجمة في العصر العباسي:
فقد شجع الخلفاء العباسيين الترجمة، وقد فتحوا مدينة بغداد أمام العلماء قدموا لهم العطاء وأضفوا عليهم ضروب التشريف والتشجيع بصرف النظر عن مللهم وعقائدهم. على الرغم من أن حركة الترجمة كانت في العصر الأموي تقوم بمحاولات فردية لا يلبث أن تذبل بزوال الأفراد.
وقد أخذت حركة الترجمة إلى العربية تتسع وتزداد قوة في العصر العباسي فأصبحت ركنا من أركان سياسة الدولة، فلم يعد جهد فردي كما كان في العصر الأموي بل أصبح أمرا من أمور الدولة وركنا من أركانها.
كما أن العصر العباسي كان لهم دورا فعالا برعاية مشروع الترجمة حيث استمر أجيالا وقد قاموا بترجمة جلّ الأعمال اليونانية الفلسفية والعلمية التي كان من الممكن أن تضيع إلى الأبد لولا هذا المشروع
كما أن المترجمين العرب في العصور الوسطى قد أسهموا مساهمة كبيرة في تطوير المعرفة والعلوم وحفظهما من الزوال. وفي هذا الصدد تقول الباحث