متى ابتعد العرب عن اللغة العربية الفصحى؟

4 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٥ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 اللغة العربيّة كغيرها من اللغات، لم تولد منزهة عن آثام العاميّ والدخيل، "ومن المعروف أنّ اللغة الحيّة تجمع في سيرها مع الأيام كلّغثّ وسمين، وما يميز العربيّة عن غيرها من اللغات كونها لغة واسعة، ذات بناء تراكميّ مرن، وهي أكثر اللغات الساميّة حيويّة، ما زالت ترتبط متونها برباط متين يجمع بين ماضيها وحاضرها، وهي بعيدة كلّ البعد عن الترهل والإسفاف في منظومتها اللغويّة، ولا غرو أنّهاتحتفظ بعناصر تجعلها في طليعة اللغات العالميّة،

وإن شهدت العقود الأخيرة عزوف أبنائها عن استخدامها الأصيل في المجتمعات العربيّة قاطبة، ولعلّ أهمّ العوامل الداعية إلى ذلك مابات يعرف باللهجات المتعدّدة، التي حلّت بديلا عن الرجوع إلى مضامينها الصحيحة، وليس هذا بالمستغرب أو المستهجن، فقد شهدت ذلك في ريعان شبابها وفتوتها، عندما كانت صنعة العرب البلاغة والفصاحة. فلم تقلّل الفصاحة وقتذاك من تغاير اللهجات بين القبائلالعربيّة برمّتها، ولا يعني هذا أنّ العربيّة كانت تسير على غير هدى من غير ضابط يضبطها، بل على الرغم من فوضى اللهجات المتعدّدة، إلا أنّها شكّلت رافدا خصبا للعربيّة، أرفدها بكثير من الألفاظ التي أخرجت تلك اللغة من ضيق يحاصر أركانها إلى سعةتفتّقت معها الألفاظ والمعاني المستحدثة. وإنّ الاختلاف بين لهجات القبائل لم يكن وليد الصدفة أو من قبيل الترف الذهنيّ، بل هو وليد البيئة قبل التجربة، ووليد المجاورة قبل البداهة. فالبيئة لها دور كبير في صقل الألفاظ وصياغتها، فأهل البادية الذين يكابدون شظف العيش وقسوة الأيام وجدبها، ينعكس نمط عيشهم هذا على أساليب حياتهم ولاسيما لهجتهم، لذا تجد الحدة والتفخيم يسيطران على لغتهم المحكيّة، وعلى النقيض من ذلك أهل المدينة والحضر، فحياتهم أميل إلى اللين والسهولة؛ لذلك تجد لهجتهم أرقّ وأسهل. 

وإذا فصّلنا الأسباب التي أدّت إلى تراجع الاهتمام باللغة العربية عمومًا فهي:
• عدم بناء المناهج على أسس متينة تربط دروس اللغة العربية بحياة المتعلّم.
•  ابتعاد طرق تدريس اللغة عن وسائل الحداثة.
•  عدم وضوح الأهداف في الأذهان.
• دراسة الأدب والنصوص لا تصل الطالب بنتاج حاضره وتراث ماضيه بطريقة تترك أثرها في حياته.
• نقص عدد المعلّمين المتخصّصين باللغة العربيّة وانخفاض مستواهم نسبياً.
•  عدم مواكبة الأهل لأبنائهم على صعيد تعزيز إلمامهم باللغة الأمّ التي من شأنها أن ترسم خطّ الودّ بين الطفل والمادة.
• التركيز على اللغة المكتوبة، وحصر اللغة الشفهية بتمارين الاستظهار أو القراءة التي تكون أحياناً مفروضة على الطالب فرضًا وغير محاكية لذوقه وتطلّعاته. 

الحلول كثيرة من أبرزها وضع هيكلية عصرية وهادفة للمناهج الدراسية التي تتناول مادّة اللغة العربيّة، لإنشاء رابط من الموّدة بين الطالب وهذه المادّة، إلى جانب تمييز شخصية الطّالب وإرشاده إلى اكتشاف مهاراته الفكريّة والقياديّة، وتساعده في تحقيق ذاته وتطوير مواهبه الفردية وتعزيز ثقته بنفسه ومنحه الأدوات التي تمكّنه من التأثير على المجتمع خير تأثير. 


وإلى هنا، لابدّ من العودة إلى أهمّية امتلاك اللّغة. اللغة ثقافة وحضارة وليست فقط أداة تواصل، فامتلاك اللغة يؤثّر على مستويات الاتصال والتواصل والتأثير والإقناع، ونموّ الذوق الجمالي والجاذبية الشخصية وتوطيد الانتماء إلى هويّة جامعة حقيقيّة.

 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 6 شخص بتأييد الإجابة
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
دبلوم في Dental hygienist (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات

«ووجدْتُ في اللُّغة من هذا الفنِّ شيئًا كثيرًا لا يكادُ يُحاطُ به. و لعله لو جُمع أكثره لا جميعه لجاءَ كتابًا ضخمًا. وقد عَرَفْتَ طريقه. فإذا مرَّ بك منه شيءٌ فتقبَّلْه وتأنَّس به، فإنّه فصلٌ من العربيَّة لطيفٌ، حسَنٌ يدعو إلى الأُنسِ بها».
ابن جنّي

لطالما كانت اللغة العربية سيدة الفكر، و بوابة المنطق، الذي كلما أبحرت في عالمها تجد نفسك غارقاً بأسرارها، هائماً في معانيها، و مغرورا بفتنتها التي أصابت فؤادك، كأنها سهم ذهبي يحمل شعلة من نار المعرفة، التي بدورها تذيب سلاسل الجهل المكبلة لروحك و تسافر بك نحو فضاء العلم.

لكن للأسف الشديد ألتفت عباءة الظلم حول اللغة العربية، و تخللتها سلسلة المصطلحات العامية التي نسبت إليها ، و زحفت على شاطئ بحرها سفن الثقافات الغربية، التي تراقصت على نغمات جنائز حروفها التي شيعها أهلها حاملين معهم رايات التخلف التي هيمنت على سمائهم عند إسقاط أول ذرة تراب على نعشها.

لقد واجهت اللغة العربية و ما زالت تواجه العديد من التحديات التي تحول دون إيصال صوتها العظيم إلى العالم، و مواكبة العصر الحديث، و التكنولوجيا التي انتشرت في عصرنا الحالي كالنار في الهشيم، لكن عجزها عن مواكبة التطورات ليس له علاقة ببنيتها العظيمة التي تحمل بداخلها مؤهلات سحرية و كلمات فريدة تغني معاجمها، لكن العجز يكمن في إهمال أهلها لها و اندفاعهم نحو الثقافات الغربية التي جعلت منهم أتباع الوهم الذي يغزو النقص اللغوي حواراتهم و تزين ركاكة الحروف كلماتهم.

لكن لماذا ابتعد العرب عن لغتهم الأم؟

"اللغة التي لا يتحدث بها أهلها" ، لعل هذا العنوان يختصر الكثير من الأسباب التي أدت إلى نحيط اللغة العربية، وفي المقابل موتها على ثرى مسقط رأسها، كما قال الدكتور الطاهر لبيب: "يجب أن ننظر إلى موت اللغة العربية كاحتمال حقيقي وارد، فاللغة التي لا يتكلم بها أهلها تموت"، و لعل أبرز الأسباب التي أدت إلى ابتعاد العرب عن لغتهم تتجسد بعدم اكتراث المنظمات التعليمية إلى أهمية اللغة العربية و تحديدا لدى المراحل الإبتدائية، مما أدى إلى تهميش مصطلحاتها و غزو الثقافات الغربية إلى معاجم مؤسساتنا التربوية، مروراً بمختلف المراحل التعليمية، و وصولا إلى الجامعة.

أيضاً اعتبار اللغة الإنجليزية اللغة الأساسية في العصر الحديث، حيث أصبح اللبيب من يتغنى بثقافتها و مصطلحاتها، في حين القيام بتهميش اللغة العربية، و تناسى أنها اللغة الأم التي بنيت عليها حضارتنا العظيمة. 

أيضاً الشيء الذي أدى إلى توجه الشباب نحو التعمق باللغات الأجنبية، هو اشتراط أصحاب العمل بمتطلبات إجادة اللغة الإنجليزية للحصول على الوظيفة، في المقابل عدم اكتراثهم إلى شرط إجادة اللغة العربية بجميع قواعدها و معانيها، مما أدى إلى اندثار أهمية تعلم اللغة العربية، باعتبارها ميزة لا يمكن الاستفادة منها في الحياة.

في هذا السياق هنالك العديد من الأسباب الأخرى التي لا تعد و لا تحصى، مرت عبر العصور و أدت إلى ابتعاد العرب عن لغتهم الفصحى، لكن المقال لا يتسع لذكرها، لكني أود أن أؤكد على أن اللغة العربية مهما تهشم هيكلها، يبقى جوهرها ثابت مثل الألماس لا يمكن خدشه، فإذا أهمل أهل اللغة حروفها، فإن غيرهم سوف يتغنى بألحان كلماتها، و لعل ما نشهده في الوقت الحاضر من انتشار اللغة العربية بين المستشرقين و انطلاق ألسنتهم بواسطة تراتيلها، كان سبباً في تأكيد جوهرها و خلودها الأبدي في الكون، و ليحملوا لوائها و يرفعوا من رايتها نحو السماء. 

من وجهة نظري أعتبر اللغة الإنجليزية أحد أهم السبل المساعدة في التواصل، لا سيما في عصرنا الحالي، لكن اللغة العربية برأيي هي لغة فكر و معرفة، تحمل بداخلها أسرار و كنوز تسحر كل من يبحر في أعماقها، فهي ليست مجرد حروف مجتمعة لتأسيس كلمة بل إنها عالم مصغر يختبئ وراء كل خط يرسم على ورقة الحياة كلمة العربية.



  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 4 شخص بتأييد الإجابة
profile/بنك-الفروض-والاختبارات
بنك الفروض والاختبارات
انا مالك لموقع الكتروني هو كالاتي : https://dzexam1.com/
.
١٧ أكتوبر ٢٠٢٤
قبل ١٠ أشهر

لم يبتعد العرب عن اللغة العربية dz exam

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/ايلول-1
ايلول
استاذة تربية
.
٠٨ يوليو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هي لغة سرمدية منذ بدء الإنسان مستحيل أن تزول عن وجه الدنيا فهي لغة القرآن، ولكن ابتعدت اللغة العربية عن العرب منذ تدخل الغرب وغزوهم الثقافي علينا وسيطرتهم علينا في كل الجهات واعتبار لغتهم من أهم اللغات ولغة رسمية لكل الدول كاللغة الإنجليزية متى ظهرت حتى تحتل المرتبة الأولى وكيف للغة عريقة سرمدية وأزلية أن تبدو بهذه الطريقة ويجعلوها اللغة السابعة أو السادسة اللغة العربية لا يمكن أن توضع في عداد اللغات ولكن هذا كله بسبب العرب الذين بسببهم أصبحنا ذليلين في دول الغرب بعد أن كنا أرقى الشعوب وأعلاها. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة