لابد انك سمعت بهذا الاسم من قبل، لا سيما اذا كنت من هوات السفر و التنقل او انك زرت مدينة فلورانسا في مرحلة من حياتك.
بحيث أنك أينما تذهب في مدينة فلورانسا، تجد آثار عائلة دي ميدتشي، و إن لم تكن عالمَ تاريخ أو متخصص في الدراسات الأدبية ستتعلم بلا شك شيئاً عن هذه العائلة، فقد فرضت نفوذها على المدينة نحو الستة قرون ولاتزال آثارها وممتلكاتها شاهدة على ذلك حتى في عصرنا الحديث. وبمجرد وصولك إلى مدينة فلورانس ستردد دائماً : من هم آل دي ميدتشي؟
ببساطة هم عائلة استغلت ثروتها وأموالها الطائلة لتدعيم وفرض نفوذها لقرون ليس فقط في مدينة فلورانسا ولكن في جميع أنحاء أوروبا، وطالما قيل في أروربا في فترة من الزمن :”إن آل دي ميدتشي العائلة الأغنى في أوروبا بأثرها”.
كان آل دي ميدتشي رعاة الفنون والآداب في جميع أنحاء أوروبا؛ وبفضل ذلك كانت فلورانسا مركز الفنون والأداب في عصر النهضة في أوروبا، فقد جذبت المفكرين والفنانين والآدباء والرسامين والعلماء من جميع أنحاء أوروبا؛ مما جعلها تحمل لقب مدينة عصر النهضة أو يشار إليها بالإيطالية “ la città del rinascimento“. ولازالت مدينة فلورانسا تحتفظ بنمط عصر النهضة المعماري والتراثي الفريد إلى أيامنا هذه.
اصبحت مدينة فلورانسا مركز اوروبا الثقافي في عهد عائلة مديتشي بحيث انهم اهتمو بالفنون بشكل كبير و عملو على استقطاب اهم الفنانين و دعمهم لاثراء المحتوى الفني في المدينة على مستوى العالم هل تعلم أيضاً ان كوزيمو الأول أسس (1519-1574) متحفًا صغيرًا حين نقل مكاتب الإدارة الفلورنسية إلى بناية تُعرف بالأوفيزي، وتعد البناية اليوم صالة عرض فنون شهيرة، هي معرض الأوفيزي الفني الذي يضم العديد من كنوز عصر النهضة المهمة التي جمعها آل ميديتشي منذ عصر كوزيمو الأكبر.
حازت عائلة ميديتشي على الثروة والسلطة السياسية في فلورنسا (إيطاليا) منذ القرن الثالث عشر ميلادي، بواسطة نجاحها في مجالي التجارة والعمل المصرفي، وأصبحت فلورنسا مهد عصر النهضة بفضل رعاية آل ميديتشي للفنون والعلوم الإنسانية منذ سنة 1434 حين ارتقى كوزيمو دي ميديتشي (كوزيمو الأكبر) سدة الحكم، فازدهرت فلورنسا ثقافيًا بطريقة لم تشهدها إلا اليونان القديمة.