يعرف إنكار الذات من وجهة نظر علم الإنسان على أنه؛ أحد السلوكيات التي من خلالها يتم التخلي عن كل فعل أو قول يؤدي إلى تحقيق مصلحة شخصية أو اللذة مقابل المصلحة العامة أو العظمى.
وفي بعض الحالات يكون ظاهر من أجل تحقيق المصلحة الشخصية والتي تكون ضمنية أو مؤجلة غالبًا.
تطور هذا المفهوم في علم الإنسان ضمن الأديان والثقافات المتعددة وأصبح ينظر له بطرق عدة ومختلفة فهو أول ما ظهر بشكل ديني.
ينظر لنكران الذات بهذا المفهوم ضمن الثقافة والدين على أنه أمر إيجابي يحقق للشخص أعلى أسباب الوجود الإنساني والغايات الخلقية.
ولكن هنالك من وجد أن هذا السوك سلبي وبدرجة كبيرة وفيه نوع من التحيز أو العنصرية.
ومن الانتقادات التي وجهت لمفهوم نكران الذات ضمن علم الإنسان أنه سبب في:
- إيجاد الكراهية اتجاه النفس.
- الشعور بالضغط وعدم الحرية.
- فقدان الشعور بالثقة وحدوث التشوش الذهني في مرحلة التعمق الفكري.
عندما نقول علم إنسان وكأنما نقول ضمنيًا علم الاجتماع بالإضافة إلى العلوم الثقافية ومن هنا يمكن فهم كيفية وصل الإنسان إلى نكران الذات وذلك من خلال:
أولًا: ارتباط نكران الذات بالدين؛
وهنا للعقائد المختلفة أثر على وجود نكران الذات.
ولكل منا جانب من هذا النكران سواء كنا نعلم أو لا نعلم.
فالمسلم والمسيحي واليهودي يمارسون الشعائر والعبادات ضمن مفهوم نكران الذات من خلال:
- الاعتراف بالإرادة العليا للإله
- التخلي عن الإرادة الفردية أو عدم الاعتراف بها بمعزل عن الإرادة الإلهية.
ويمكن القول أن الالتزام بالشعائر المختلفة مظهر من مظاهر نكران ذات من خلال التسليم لله.
ثانيًا: ارتباط نكران الذات بالدور والمسؤولية؛
وهنا نجد نكران الذات ممارس من قبل الأم والأب وينتقل هذا الأمر عبر الأجيال ففي مرحلة من المراحل يصل كل من الأم والأب إلى التوقف عن تلبية رغباتهم من أجل الأبناء.
ثالثًا: النكران المرتبط بالعواطف وخاصة الحب؛
في بعض الحالات وضمن العلاقات الاجتماعية الثقافية يكون أحد أطراف العلاقات العاطفية منكر لذاته من أجل الحفاظ على العلاقة ومن أجل مشاعر الحب التي لديه.
وأهم هذه الحالات:
- الأم المعرضة لضغط والمشكلات؛ هنا الأمر مجبرة على نكران ذاتها وتحمل المشكلات للحفاظ على العلاقة لأسباب عدة وهي:
* وجود الأبناء.
* رفض ثقافة الطلاق ضمن محيط الأسرة.
* عدم القدرة على التخلص من التبعية الاقتصادية للزوج، وانعدام المصادر الاقتصادية.
- الرجل المحب وغير متساوي مع المرأة في المستوى الأكاديمي أو المالي أو الفكري.
وهنا يكون الرجل منكر لذاته ومقدم للمرأة كل احتياجاتها مع واستغنائه عن كافة ما له من متطلبات واحتياجات ليشعر بالرضا والقبول.