ماذا يعني تدنيس القرآن الكريم وما هي عقوبته

هو التطاول على القرآن الكريم، كلام الله -عز وجل- المقدّس، بالإهانة والتنجيس، وتشويه نسخ المصاحف الشريفة.

فهي طريقة اتبعها أعداء الله وأعداء الدين لهذه الأمة من أهل الشرور والفسوق من كل حدب وصوب، وذلك ليس بالأمر الجديد، إنما هو لشدة بغضهم للمسلمين ولانتقامهم منهم، فكانوا وما زالوا، وبمختلف أطيافهم، يلتمسون شتى الطرق في زعزعة هذا الدين، من خلال محاولاتهم بالتشكيك في المصدر الإلهي لهذا الكتاب المقدّس والطعن في تنزيله، ثم الطعن في جمعه ونسخه، ومحاولات إظهار التناقض والتعارض بين آياته الكريمة، ثم التشكيك بعدالة المحدثين من الصحابة والتابعين، محاولين في ذلك صدّ أمة الإسلام عن كلام الله تعالى المنزل على نبيّهم محمد -صلى الله عليه وسلم-.

وحين لم يستطيعوا صد قلوب الناس عن القرآن الكريم، اتبعوا أسلوب التنديس والإهانة لذات المصحف وقدسيّته، فقاموا بتمزيق صفحات المصحف الشريف وتحريفها ودهسها بالأقدام بأبشع الطرق، أو وإلقائها في أماكن النجاسات، أو تنجيسها واستخدامها في أعمال السحر والشعوذة، وغير هذا من الأفعال ومظاهر الإساءة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلًا، والتي من شأنها حرق قلوب المسلمين على دينهم وكتابهم المقدّس.

وأما حكم مدنّس المصحف الشريف، فأجمع أهل العلم من الفقهاء أن تعمد أي فعل بالمصحف الشريف بقصد الإهانة يعتبر كفرا مخرجا من الملة، وبعد ثبوت ردته عن الإسلام، يعاقب مدنّس القرآن الكريم بالقتل حدًّا.

قال الله تعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّةَ الأوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلا} [سورة فاطر: 43]، وقال تعالى: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18]

وبعض الدول تعاقب على تدنيس القرآن بالسجن (السجن مدى الحياة في باكستان، حسب البند (295-ب) من القانون الجنائي) وكانت العقوبة هي الإعدام في أفغانستان والصومال وباكستان.

ولبيان الواجب الشرعي في حماية القرآن الكريم والدفاع عنه من قبل المسلمين، فينبغي على المسلم أن يستشعر الواجب الشرعي الذي ينبغي عليه في الدفاع عن الدين والمصحف الشريف، كما ينبغي له أن يكون مدرك لأساليب وممارسات المعتدين في الإساءة للمقدسات الإسلامية.