الخوف من المجهول وحسب علم النفس هو مظهر من مظاهر عدم اليقين والذي يشكل جزء من التجربة الإنسانية الطبيعية، ففي بعض الحالات يطور الشخص مخاوف من أمور مستقبلية لعدم وجود اليقين الحقيقي فيها.
وتتعدد الاستجابات لهذا النوع من القلق ما بين الازدهار والقدرة على التطور والتقدم وما بين الشلل العاطفي وعدم القدرة على التطور خاصة إن أصبح الشعور بالقلق من المجهول أمر متكرر ولفترات طويلة.
وتشير الدراسات النفسية أن الخوف من المجهول قد يكون أحد الأجزاء الأساسية من العديد من حالات القلق والمخاوف والرهاب.
المصطلح النفسي للخوف من المجهول هو "كره الغرباء"، وهذا المصطلح واسع بشكل كبير بحيث يتضمن أي شيء غريب غير مألوف وليس فقط الأشخاص.
يشير العلماء أن الخوف من المجهول هو؛ الخوف من شيء ليس لديك معلومات عنه على أي مستوى كان، أو هو الخوف الناتج عن اتخاذ قرار لخطو خطوة جديدة.
والشعور بعدم الراحة والضيق والقلق الشديد عند مواجهة أمر غير معروف أو مألوف بشكل متكرر سببه تكوين حالة ذهنية ضمن الخوف من المجهول تسمى "عدم تحمل فقدان اليقين"، وهذا أحد مظاهر الخوف من المجهول.
والسبب في هذا النوع من الخوف ناتج عن:
- عدم القدرة على التنبؤ؛ حيث الشخص يشعر بعدم الكفاءة على توقع ما هو آت.
- عدم القدرة على السيطرة؛ عدم القدرة على فرض السيطرة الذاتية على المحيط والأمور سبب في الشعور بالخوف من المجهول.
الخوف من المجهول له أعراض عدة لا بد من ملاحظتها لتقرير اتخاذ خطوة التدخل الطبي أو لا وتتلخص في:
- تسارع معدل ضربات القلب.
- التنفس السريع.
- الشعور بالضعف.
- ارتفاع سكر الدم.
التعرض لموقف غير مألوف لفترة قصيرة يجعل هذه الأعراض غير مستمرة، إما وجود الخوف من المجهول بدرجات كبيرة يعني استمرار هذه الأعراض مما يعني وجود خطر حقيقي على الصحة الجسدية، والعقلية والنفسية والحاجة للتدخل الطبي.
من ناحية أخرى قد يكون الخوف من المجهول سبب في إحداث ما يعرف في علم النفس بالتشوه المعرفي والذي فيه الشخص يصبح ينظر للأمور بطريقة غير واقعية مبالغ فيها وفيها كثير من التخيل السلبي غالبًا، وهنا لا بد من التدخل الطبي والنفسي.
وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضرابات القلق العام ولديهم رهاب أو اضطرابات الخوف هم أكثر عرضة للتعرض لخطر الخوف من المجهول بدرجات سلبية تتطلب التدخل الطبي.
كما أن الكآبة في حال ارتبطت بالخوف من المجهول لا بد من التدخل الطبي حتى لا يكون الشعور بالخوف من المجهول أحد العوامل التي تزيد من مشاعر اليأس.
ويمكن القول أن التعامل مع الخوف من المجهول ضمن الطرق التالية والحصول على نتائج حقيقية يعني أن الخوف ضمن المستوى البسيط ولا حاجة للتدخل الطبي.
أما في حال كانت الخطوات التي سيتم ذكرها دون أي نتيجة لا بد من اللجوء للخيار الطبي.
وهذه الطرق والخطوات هي:
أولًا: التشكيك في المعتقدات؛
الحصول على وقت كافي لفحص معتقدات الخوف أمر مهم وهنا لا بد من التشكيك في هذا الخوف من حيث الصحة.
قدم لنفسك بعض الأسئلة؛
إلى أي مدى معتقداتك منطقية؟
هل لديك تشوهات معرفية الهدف منها التغلب على بعض الصعوبات وسبب في استخدامها في الوقت الحالي؟
الإجابة على هذه الأسئلة تعطيك الحقيقة التي تقلل من الشعور بالخوف من المجهول وتجعلك تتعامل مع الواقع بطريقة موضوعية.
ثانيًا؛ البحث:
في كل مرة تعشر فيها بأنك تشعر بالخوف من المجهول ابحث واكتسب المعارف والعلم الذي يجعلك أكثر ثقة وقوة.
ثالثًا: التدرج:
قم بالأمور بطريقة متدرجة خطوة بخطوة حتى تتحكم بالشعور بالخوف وتكتسب الشعور بالكفاءة والسيطرة.
رابعًا: مارس العناية الذاتية للوصول لليقين وأهم الممارسات:
- ممارسة الرياضة.
- الراحة.
- الغذاء الصحي.
- العلاقات الجيدة.
- الانتباه والتركيز الذهني.
هذه كلها سبب في زيادة التحكم بالنفس والمشاعر بشكل أساسي.
خامسًا: طلب الدعم؛
التعبير عن المشاعر من أهم الأساليب التي تخفف الشعور السلبي وسبب في تناقل الخبرات التي تخفف من شعور الخوف من المجهول.
هذه الخطوات الخمسة إن لم تكن ذات نتيجة حقيقية تقليل من مشاعر الخوف من المجهول. وأصبح الخوف ظاهر بطريقة كبيرة ومعيق للحياة الطبيعية لا بد من اللجوء للخيار الطبي.