كنت أتمنى لو أنكِ قد ذكرتي عمر طفلك في السؤال حتى يتسنى لي أن أمنحك إجابة أكثر دقة لذلك سوف أتطرق في إجابتي إلى الخوف لدى الأطفال بشكل عام ومتى يكون طبيعاً ومتى يحتاج تدخل من الكبار وما هي الأسباب وما هو العلاج.
ما يميز الخوف عن غيره من الانفعالات التي يكتسبها الإنسان هو أنه انفعال فطري يولد الإنسان مزوداً به، وذلك من حكمة الله سبحانه وتعالى لحماية الطفل، لذلك تجدين الأطفال يخافون عند سماعهم للأصوات المرتفعة ويبدؤن بالبكاء، كما يخاف الطفل من المرتفعات لذلك تجد الطفل يتشنج ويبكي عندما يرفعه أحدهم للأعلى ملاعباً إياه وهكذا، وكلما نما الطفل وتطور تبدأ هذه المخاوف بالتغير فلا يعود يخاف الارتفاع لكنه يطور الخوف من الظلام أو الغرباء أو الحشرات وبعض أنواع الحيوانات وغير ذلك من الأمور التي تسبب لهم الخوف وكل هذا طبيعي جداً.
ما ذكرته في سؤالك قد يكون مؤشراً إلى أن الخوف تجاوز كونه طبيعاً وأصبح مبالغاً به، ولمعرفة كيفية التعامل مع المشكلة علينا التطرق إلى الأسباب التي أدت إلى تطور الخوف لدى الطفل بهذا الشكل الملحوظ لمعالجتها من الأساس، حيث يكون الحل بالتخلص من المسبب الأصلي ، والأسباب التي تسبب هذه المخاوف للأطفال ما يلي :
- الحماية الزائدة : خوف الوالدين المبالغ به على الطفل وإظهار انفعالات شديدة في حالة تعرضه لموقف معين مثل السقوط أو الإصابة تؤدي إلى تبني الطفل لهذا النوع من الخوف وقلقه المستمر من إصابته بأمر ما أو حدوث أمر ما وقد يصبح مفرط الحذر شديد الارتياب.
- عقاب الطفل بشكل مستمر : التعزيز والعقاب من الأساليب المهمة والتي أراها ضرورية في تشكيل السلوك، لكن استخدام التعزيز والعقاب له محاذير يجب أخذها بعين الاعتبار عن التطبيق، حيث أن تعرض الطفل بشكل متواصل للعقاب قد ينمي لديه الخوف من أمور متعددة حتى وإن لم تكن تستدعي الخوف أو كما طرحتي في سؤالك الخوف من أمور لم تحدث بعد.
- تقليد الوالدين : يتعلم الطفل بالملاحظة، لذلك إذا لاحظ الطفل توتر وقلق الوالدين بشكل مستمر من أصغر الأمور كالحشرات إلى أكبر الأمور كالمشاكل وغيرها، يطور الطفل نوعاً من الخوف، حيث ينظر الطفل إلى الوالدين بأنهما مصدر الأمان الأول، فإذا كان مصدر الأمان دائم الخوف يفقد الطفل الثقة بما حوله.
- تعرض الطفل للتنمر : إذا كان طفلك في سن المدرسة قد يكون السبب تعرضه المستمر للإهانة أو التنمر من زميل له في المدرسة يفوقه قوة، الأمر الذي يجعله يخاف بشكل مستمر ويتقرب حدوث أمور تخيفه لم تحدث بعد.
علاج الخوف وكيفية التعامل معه :
كما ذكرت سابقاً هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لمساعدة الطفل على التخلص من الخوف والتي تتمحور حول أسباب الخوف في المقام الأول، ومن هذه الخطوات ما يلي :
- غمر الطفل بشكل مستمر بمشاعر الحنان والحب والتمييز بينها وبين الدلال الزائد والحماية والمبالغ بها.
- عدم تعريض الطفل لكل ما يمر به الوالدين، يمكن تجنب إظهار المخاوف والتوتر أمام الطفل والنقاش بها في حضوره.
- تفهمي مخاوفه لا تقومي بالتقليل من شأنها لكن من جهة أخرى عززي ثقته بنفسه وساعديه في تنمية مهاراته.
- تعليم الطفل مهارات التخطيط ومهارة حل المشكلات، التي تعمل على تزويده بالاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع المواقف المستقبلية.
- لا تقارني الطفل بالآخرين كأن تقولي كن شجاعاً مثل أخوك مثل فلان ... الخ ، بل استخدمي رسائل إيجابية مثل أنت شجاع وأنت قمت بكذا وكذا وهذا يعني أنك تمتلك القدرة على مواجهة كل شيء وهكذا.
- استخدام أساليب التعديل السلوكي مثل تقليل الحساسية التدريجي، والغمر وغيرها ويمكنك الاطلاع على هذه الأساليب بالضغط هنا.