ماذا يعني التزام الموضوعية في الحوار

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الموضوعية في البحث أو الحوار من المصطلحات المعاصرة والتي يقصد بها بعبارة مبسطة مختصرة: الإنصاف وعدم التحيز لرأي دون رأي دون دليل صحيح .

وهذه الموضوعية والإنصاف سواءً في الدراسات البحثية أو الحوارات العلمية والنقاشات الفكرية يقتضي من الباحث والمحاور أمور :
1. النظر في جميع الأفكار والنظريات المطروحة وفهمها بحسب طرح أصحابها ومقصدهم وذلك يتطلب الرجوع إليهم وإلى مصادرهم ، ولا يجوز أخذ كلام الناس من خصومهم أو مصادر المخالفين لهم ثم نسبة هذا الكلام لهم ، ما لم ينسبوا كلامهم إلى مصادر موثوقة لهم .

2. النظر في جميع الأدلة التي يطرحها أصحاب كل فكرة أو رأي والاستقصاء في ذلك وذكرها وطرحها على طاولة النقاش.

3. مناقشة تلك الأدلة بحيادية ووفق القواعد التي يقتضيها البحث العلمي محل النقاش ، ففي مجال الفقه هناك قواعد أصول الفقه التي ينبغي إخضاع جميع الأدلة لهذه العلم وفحصها وفق قواعده.

4.وفي الختام يتم ترجيح الرأي الذي تسلم أدلته ويظهر رجحانها وفق القواعد الصحيحة بغض النظر عن قائله دون تحيز لصاحب الرأي.

فمن مظاهر عدم الموضوعية التعصب لرأي معين محبة لقائله فقط مع أن قائله ليس ممن يجوز التعصب لرأيه ولم تكتب له العصمة ، كما كان يجري في بعض النقاشات الفقهية التي يحرص بعض أتباع الأئمة على تصحيح رأي إمام المذهب حتى يتجاوزوا أحياناً قواعد البحث العلمي وأصول الحديث .

وعكس هذا رفض رأي أو مذهب كراهة لقائله فقط دون نظر في دليله.

ومن مظاهرها عدم الموضوعية التعصب لرأي معين نصرةً لحزب أو أرضِ أو بقعة معينة ،فهذه الأمور لا علاقة لها بالحق والباطل والصواب والخطأ ولا تؤثر .

ومن مظاهرها تضعيف أحد رواة الحديث عصيبة وردة فعل على موقف شخصي .

ولكن ليس من عدم الموضوعية خضوع المسلم لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقبولهما مباشرة وعدم وضع أي اعتبار أو احترام لأي رأي يعارضهما مهما كان دافعه وزعم قائله.

فلو جاءنا مثلاً ملحد ليقنعنا بإلحاده لا يجوز أن يقول أحد دعونا نسمع وجهة نظره ونحترم رأيه لعله يكون محقاً ! بل نقطع ونرفض هذا الرأي المخالف لقطعيات الشريعة ولا نعتبره رأيا محترماً ،ونرده على قائله مهما كان ،ونبين تهافته وبطلان أدلته.

والله أعلم