ماذا تفعل عندما تجد نفسك لا يوجد لديك أي شعور بالحماس اتجاه قيامك بالأمور الاعتيادية اليومية؟

1 إجابات
profile/دانية-رائد
دانية رائد
باحث في العلوم الإنسانية في Freelance (٢٠١٧-حالياً)
.
٠٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
      سواء كانت المهام التي تحتاج القيام بها تتعلق بالأمور الخاصة بك وبعائلتك كغسيل الصحون أو تدريس الأبناء أو التجهز ليومك (من غسيل أسنان أو كي الملابس)، أو المهام التي تتعلق بالعمل سواء كتابتك للتقارير اليومية أو حتى الازدحام المروري الذي تعلق فيه بشكل يومي، جميعها أمور من الطبيعي أن تفقد حماسك اتجاهها.

     في بعض الأحيان يجب أن تسمح لنفسك بعدم القيام بها أو تأجيلها لليوم الذي يليه؛ فمن الصحي أن تسمح لنفسك بتأجيل بعض الأمور إذا كان مزاجك متعكر في ذلك اليوم، فلن ينتهي العالم إذا لم تكنس الأرض ليوم واحد، ولا مشكلة بالأكل من المطاعم إذا كانت طاقتك في ذلك اليوم منخفضة. اسمح لنفسك بالتراخي من فترة لأخرى.

    المشكلة الحقيقية تحدث عند شعورك بشكل دائم بالملل وقلة الحماس؛ فلا تقوم بالمهام الاعتيادية اليومية لفترات طويلة، أو أن عدم إنجاز المهمة في اليوم الحالي سيضر بك لاحقًا؛ فعلى سبيل المثال لا تستطيع التراخي في تدريس أطفالك إذ كان لديهم امتحان في اليوم الذي يليه. من المهم في هذه الحالة أن تضع جلّ تركيزك بجعل المهام ممتعة عوضًا عن تركيزك بأن هذه المهام مملة ولا تطاق ولا تستطيع تحمل القيام بها.

   بعض الأفكار التي تجعل من المهام الاعتيادية أكثر متعة وتزيد من حماسك:

   1 -غير من نمط يومك (روتينك): فكما قال نجيب محفوظ: "لاتجمد نفسك في نمط، النمطية مفيدة ولكن المرونة خير وأبقى"، النمطية في الواقع مفيدة كونها ستخفف من ضغط التفكير بالأمور الاعتيادية بكيف ومتى يجب أن تقوم بها، لكن التزامك بنفس النمط دون تغيره وكسره من فترة إلى أخرى سيكون أمرًا مملًا وقاتلًا.

    فإذا اعتدت على شرب قهوتك وأكل فطورك على طاولة الطعام، ثم تغير ملابسك للذهاب إلى العمل، جرب أن تغير ملابسك ثم تحضر فطورك وقهوتك وتأخذهم لحديقة ما وقم بتناولهم هناك، أو حتى قم بالذهاب إلى مقهى لشرب القهوة. إذ اعتدت على الاستحمام في الليل قم بأخذ حمام سريع بارد في الصباح قبل العمل لتنتعش وتغير من وتيرة يومك. إذا اعتدت مشاهدة التلفاز قبل ذهابك للنوم حاول أن تغير هذا النمط بقرأتك لكتاب ما أو كتابتك في مذكراتك أو القيام ببعض تمارين التمدد.

   2 – قم بتجربة القيام بالمهمة لفترة: على الأغلب أن شعورك بالملل وقلة الحماس ما هو إلا شعور لحظي سيختفي بمجرد البدء بالمهمة والانغماس بها. قم بالتحديد لنفسك مدة 5 دقائق حاول بهم أن تبدأ بالقيام بالمهمة، على الأغلب بعد البدء بالمهمة ستدرك أن المهمة ليست بهذا السوء والملل وستكمل العمل عليها -حتى بعد مرور الدقائق المحددة-. إذ شعرت بالملل وبالصعوبة في إنجاز المهمة حتى بعد الـ 5 دقائق، قم بالتوقف وأخذ راحة لـ 20 دقيقة، ثم حاول مجددًا العمل على المهمة من المكان الذي توقفت عنده المرة السابقة لـ 5 دقائق أخرى. كرر العملية السابقة حتى تشعر بالدافعية على العمل. وحتى لو لم تشعر بالدافعية طوال تلك الفترات؛ مجموعة الفترات المتكونة من 5 دقائق ستجعلك بالنهاية تنهي أو تنجز جزءًا كبيرًا من العمل دون انتباهك.

  3 – خطط للأمور التي تحبها أثناء المهمة أو بعدها: فمن المؤكد أنك ستعمل بسرعة  وسلاسة إذا كنت تشرب المشروبات والمرطبات المفضلة لديك في تلك الأثناء، أو تنجز مثلًا التقرير أو البحث المطلوب منك بمتعة أكبر بمكان يختلف عن مكان عملك الذي اعتدت عليه. الازدحام المروري لن يكون بذلك السوء لو كنت تستمع لكاتب صوتي أو الحلقات الصوتية (podcast) المفضلة لديك. ستعمل بسرعة الضوء إذا علمت أنك ستشاهد حلقة من مسلسلك أو برنامجك المفضل بعد الانتهاء من هذه المهمة.

  معظمنا ننسى التخطيط للأمور الممتعة كما نخطط للمهام المتوقعة منا، وقت راحتك واستمتاعك مهم بنفس أهمية وقت عملك وإنجازك، فإذا خططت له جيدًا بحيث تضع لنفسك أمور ممتعة وتجارب جديدة تود القيام بها؛ المهام الاعتيادية اليومية لن تصبح بذلك السوء والملل فيما بعد.

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 4 شخص بتأييد الإجابة