ماذا تستطيع أخباري عن فن الإقناع؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٠٦ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
      ألا تظن أن الجميع يجد ذات الصعوبة التي تواجهها وربما أكثر عندما يتعلق الأمر بإقناع الآخرين! إنني أؤمن أن الجميع لديه نفس المشكلة، وإلا لما كان من الواجب أن يخرج الناس والمهتمين بعلم النفس بما يسمى "فن الإقناع"!

     أما عن تعريف الإقناع أو ذاك الفن الذي يسمى باسمه؛ فهو الوسيلة أو الوسائل أو ربما نستطيع أن نسميها بالحيل، والتي تستطيع من خلالها أن تؤثر على الأشخاص الآخرين لتجعلهم يغيرون آراءهم في موضوع ما. وهو ليس خداعًا أو ما شابه، بل وسيلة خفيفة تستطيع الوصول للعقل والقلب في آنٍ معًا. وباستخدامك لهذا الأمر، أنت لا تجبر الناس على آرائك، بل تجعلهم يصلون إلى مرحلة يدعمون فيها رأيك من تلقاء نفسهم ورضاهم.

     أما عن كيفية ممارستك لهذا الفن، وكيف تصل إلى مرحلة أن تصبح فنانًا فيه، فسأقوم بإعطائك بعض النصائح حول ذلك، وعليك أنت محاولة اتباعها وتكرارها حتى تتقنها.

     أولًا: لا شك أن تمسك الشخص بآرائه، وتأكده القاطع وإيمانه الشديد بها يجعله يدافع عنها بكل ما يملك من طاقة. إلا أن انفعالك في بعض الأحيان يجعل منك تبدو مخطئًا، وكذلك يضعف موقفك كثيرًا. لذا حاول دائمًا أن لا تتعصب، وأن تكون هادئًا لدى عرضك لفكرتك. وبالطبع لا تتخلى عن القوة في الدفاع عنها، لكن لا تجعل ذلك يبدو كانفعال جسدي. إضافة إلى أنه يجب عليك أن لا تشعر الطرف الآخر باهتمامك بأن يؤمن هو بأفكارك، بل كن حريصًا على جعله لا يشعر بذلك قدر الإمكان.

     ثانيًا: رغم أن ما تعرضه يمكن أن يكون مرتبطًا بك كثيرًا، إلا أن عليك ألا تشعر الشخص المقابل بأنك محور الحديث. ابتعد عن استخدام كلمات مثل "أنا أؤمن / أنا أعتقد / وبرأيي..." بل يكفي أن تتحدث حول الموضوع بشكل يجعله هو المحور الرئيسي بشكل مجرد من أي تشخيص.

     ثالثًا: عليك بالتأكيد أن تركز في اهتمامات الطرف الآخر. أما كيف تعرف هذه الأمور، فإليك التالي؛ حاول قدر المستطاع أن تركز في حديثه، وانتبه أين يؤكد ويكرر ويركز. من هنا تعرف ما يهتم به من أمور، أو أي التفسيرات تقنعه أكثر من غيرها، وفي أي جوانب عليك أن تحدثه بالتحديد.

     رابعًا: حاول أن تستخدم صيغة الجماعة أكثر في حديثك. كما أخبرتك سابقًا فإن استخدامك كثيرًا لصيغة المتكلم غالبًا ستفسد مسعاك، لكن الحل هي أن تذهب لاستخدام صيغة الجماعة. بذلك أنت تقلل الفجوات بين أفراد الحوار، وتجعلهم يركزون بفكرتك، ويبدأون محاولة الاقتناع لا إراديًا.

     خامسًا: لا تنسى التركيز على أسلوبك في النطق والشرح. هنا يعتمد الأمر في الغالب على الطرف الآخر. بإمكانك أن ترى سرعة حديثه مثلًا، فإن كان سريعًا في الكلام عليك مجاراته بسرعته حتى لا يشعر بالملل، وإن كان العكس فعليك بذلك أيضًا. وكذلك نبرة الصوت، واستخدام المصطلحات. جميع ذلك له أثر أكبر بكثير مما قد تتصور.

     سادسًا: عليك أن تكون ملمًا بما تتحدث، واسعى لإظهار ذلك. إن عدم شعور الآخر بأنك قادر على النقاش والحديث بقوة عن أفكارك يجعله يفقد الحماس بالاستماع لك، وكذلك فإن إظهار ذلك من خلال استخدام عبارات محددة تظهر وتذكر الآخرين بأنك مطّلع يقوي موقفك ويؤثر بالغير بسهولة.

     سابعًا: من الأمور الشديدة الأهمية، وربما أهمها، هي لغة الجسد. انتبه لما يظهره جسدك خلال الحديث. كن حريصًا على أن تكون مرتاحًا، وأن لا تظهر خوفًا أو ترددًا. وكذلك حاول أن تسيطر على حركات الجسد التي من الممكن أن تظهر العدائية حتى وإن لم تقصدها. بل عليك أن تظهر القليل من الثقة والاعتداد بالنفس، لذا ابق جلوسك أو وقوفك مستقيمًا، واترك رأسك مرفوعة بوقار. 

     حاول أن تعتاد على ما ذكرت سابقًا واحرص على عدم المبالغة، واستمتع بذلك. عليك بهم!