مع أنه ليس هناك دعاء خاص لذلك، ولكن لو حمدت الله وشكرته على نعمته بأي دعاء ودعوت الله أن يجعلها مباركة وأن يحفظها من الشيطان الرجيم ويعيذها منه وأن يجعلها قرة عين لوالديها فكل هذه الأدعية من الخير المشروع، كما قالت أم مريم زوجة عمران لما رزقها الله بمريم عليه السلام فإنها قالت (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).
وكان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أتي له بصبي حديث الولادة دعا له بالبركة، كما روى البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: " وُلِدَ لي غُلَامٌ، فأتَيْتُ به النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَسَمَّاهُ إبْرَاهِيمَ، فَحَنَّكَهُ بتَمْرَةٍ، ودَعَا له بالبَرَكَةِ".
فلو دعوت الله بقولك: "اللهم أنبتها نباتاً حسناً، واجعلها قرة لي ولوالدتها وبارك لنا فيها واجعلها من أهل الصلاح والتقوى، واحفظها وذريتها من الشيطان الرجيم"، فهو دعاء حسن إن شاء الله
وأنصحك مع الدعاء لها أن تحرص على سنة العقيقة بذبح شاة عنها في اليوم السابع من الولادة إن تيسر ذلك، أو في اليوم الرابع عشر أو اليوم الحادي والعشرين أو بعدها إن لم يتيسر ذلك
لأن العقيقة سبب للبركة لك في بنتك وحفظها بإذن الله من الشيطان كما جاء في الحديث عن سمرة بن جندب عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم قال: " كلُّ غلامٍ مرتهن بعقيقته، تُذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويسمَّى " (رواه الخمسة).
فمعنى مرتهن: قيل يدفع عنه شر الشيطان ببركة هذه العقيقة، وقيل شفاعته لأبويه مرتهن بعقيقته.
واعلم أن تربيتك لبنتك وأولادك يبدأ من لحظة اختيار أمهم فاختيار الأم الصالحة هو إحسان إلى الأولاد بل هو بر بهم وحق لهم.
ثم عليك أن تحرص على ألا تطمعهم إلا من الحلال حتى يبارك فيهم.
ثم عليك أن تحرص على تربيتهم وتنشئتهم على الأخلاق الحسنة ومحبة الدين.
فبهذا تكون قد بررتهم في صغرهم.
روي أنه " جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه وأنبه على عقوقه لأبيه.
فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟
قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (القرآن).
فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً.
فالتفت أمير المؤمين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك!".
واعلم أن صلاحك أنت سبب من أسباب حفظ أولادك من بعدك كما جاء في قصة الخضر مع موسى عليهما السلام حيث أخبر الله عن السبب الذي هيئ لأجله الخضر ليحفظ لليتيمين كنز والدهما فقال سبحانه (وكان أبوهما صالحاً)، قيل كان جدهما السابع صالحاً فحفظ الله ببركة صلاحه الأحفاد!
وعليك أن تجتهد في الدعاء (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين).