ماذا أفعل أقرأ يومياً الكثير عن التنمية البشرية وتحقيق الذات وفي الآخر لا أطبق أي شيء بالرغم من رغبتي الداخلية الشديدة في تحقيق كل ما أقرأه؟

شوف صديقي، شخصياً لا أؤمن بهذا النوع من الكتب فهو بمعنى آخر"بيع كلام" تحفيز لحظي تملأ الشخص بالطاقه الإيجابية وتعطي خطوات وأمثلة وقصص ناس نجحوا في مجالات كثيرة لكن كل شخص له قصه وحاله فردية وقصته لا تشبه غيره بتفاصيلها لكن أنا مع المبدأ جميل أن يكون الشخص صاحب طاقة إيجابية ومحب لتطوير نفسه، لكن أنا آسف أنت تستخدم الطريقة الخطأ.

كل شخص فينا يعرف ما هو هدفه في الحياة أو على الأقل أحلامه وبالتالي أنت تعرف ما تريد، حدد الأشياء التي تساعدك على الوصول لها "والأهم أنها تكون أشياء واقعية وموجوده" حدد مدة زمنية أنت متأكد من وصولك للهدف خلالها، الأهم من هذا كله هو استعداد نفسيتك للفشل وإعادة المحاولة فكل ما زادت رغبتك بالشيء زادت عدد تكرار محاولاتك وليس بالضرورة بنفس الطريقة ممكن بطرق أخرى.

قد يفيدك هذا السؤال على أجيب كيف بإمكاني الإلتزام بأهدافي السنوية؟

نصيحة مني، أثناء قراءتك حاول أن تحدد الصفحات التي لمستك وشعرت أنك تحتاج لإعادة قرائتها والعمل بما قرأته فيها. أو ضع خطاً تحت الجمل التي أثارت فيك رغبةً بالتغيير أو حتى دونها! وضعها معك في دفتر صغير تحمله دوماً، وحاول أن تقرأها كل يوم، بتلك الطريقة سيتبرمج دماغك عليها وعلى أنها واحدة من الأفعال التي يمكنك القيام بها كردة فعل لتصرف ما! 

في البداية كثيرون من قاموا بالهجوم على كتب التنيمة البشرية ومنهم اتباع علم النفس حيثُ اظهرت الكثير من الدراسات أن كتب التنمية البشرية غير فعاله صدقاً عند محاولة الأشخاص لتطبيق محتواها كوّن هذة الكتب ركزت على مفاهيم ليست غير واقعية أنما من الغير ممكن تطبيقها في كثير من المواقف وفِي الأصح أنها لا تصلح لذلك ، بذلك عليك وضع سلسلة من الأمور التي تريدي أن تغيرها في ذاتك وسجليها ودعيها تكون أمور سهلة وقصيرة المدى وقابلة للتطبيق محاولة أنجازك لهذة الأمور سيجعل عندك حافز لأنجاز أمور أخرى أكبر من هذة ولكن يجب أن تتناسب مع قدراتك وميولك وتوجهاتك السلوكية والمعرفية 

القراءة جيدة فهي تزيد من محصول المعرفة وتجعل تفكيرك أوسع ونظرتك للأمور مختلفة، ولتطبيق ما تتعلمه لا تنتظر الفرصة المناسبة حتى تأتي خصوصاً في مواضيع التنمية البشرية بل استغل جميع ما يحدث حولك بأن تجعله أنت فرصة، فكل ما يحدث حولك في تعاملك مع الاخرين هو فرصة لتطبيق أمر ما، لا تجعل الامور اللتي قرأتها تفارق تفكيرك بمجرد أن تضع الكتاب من يدك بل كن أنت الكتاب وطبق ما تعلمته من تفسيرات للغة الجسد او اختلاف طريقتك بالكلام بما تجده مناسباً وغيرها من الامور البسيطة التي تمارسها كل يوم بدون ان تعلم، لكن لا تحمل نفسك أكثر مما يمكنها فالكتاب ليست العصا السحرية التي تتحول بمجرد قراءته الى الشخص الذي تريد بل الامر يحتاج إلى الوقت ويحتاج قناعات وممارسات ويحتاج منك الخطأ و إعادة المحاولة مرة واثنتين وعشرة حتى تلاحظ انك اتقنت فعلا ما قرأته، التطبيق يحتاج منك ان تتخذ الخطوة الاولى ، لا ان تقف منتظراً امراً ما يحدث لتتحرك.