ما هي وظيفة الدين في الحياة وما الهدف منه

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
ماجستير في علم اجتماع ديني (٢٠١٩-حالياً)
.
١٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 " لقد وجدت وتوجد جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات، ولكنه لا توجد قط جماعة بلا ديانة"، هذه مقولة لــ هنري برجسون.

وهي مقولة تدعم حقيقة، أن مسألة الدين أكثر المسائل التي شغلت البشرية منذ فجر التاريخ، حيث أنه لا يوجد حضارة على الإطلاق مرت عبر التاريخ وكانت بلا دين.

ولعل وظيفة الدين قادمة من معنى الكلمة بذاتها، حيث أن معناها يشمل الطاعة والخضوع والساسة والقهر والحساب، وهذا الانخضاع والطاعة تحمل معان إلهية.

والدين جزء من فطرة الإنسان يربط الإنسان بالله عز وجل، حيث أن الإنسان يفتقر إلى التنفس من أمارات نقصه وعدم كماله. وقد عبّر ابن القيم عن الدين ودوره في حياة الإنسان قائلاً: " أمّا نَفَس الاضطرار فذلك لانقطاع أمله ممّا سوى الله، فيضطر حينئذ بقلبه وروحه ونفسه وبدنه إلى ربه ضرورة تامة، بحيث يجد في كل منبت شعرة منه فاقة تامة إلى ربه ومعبوده، فهذا النفس نفس مضطر إلى ما لا غنى له عنه طرفة عين".

الهدف الرئيسي من الدين حسب نظرة الإسلام، هو الإجابة على الأسئلة الوجودية للإنسان، ويعرفها بخالقه عز وجل، أي أنه جاء لهداية الناس، وعدم إبقائهم بحيرة وضلال، وقد قال الله عز وجل: " فَمَن اتّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلّ وَلَا يَشْقَىٰ" سورة طه / 123.

وحياة الإنسان لا تستقيم دون ربط علاقته بالله عز وجل واتباع دينه، الذي بعثه مع رسله لهداية الناس وإرشادهم، ولهذا السبب أنزلت الشرائع السماوية أيضاً.

ومن وظيفة الدين أيضاً، حتى يشعر الإنسان أنه مرتبط بأمر معين يفوق كل ما في حياته من مشاكل وصعوبات، وحتى لا يشعر بالوحدة والعزلة، وعدم الأهمية، ويبقى هائماً على وجهه. وقد قال الله تعالى: " إنّا أَنزَلْنَا التّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بهَا النّبيّونَ الّذِينَ أَسْلَمُوا لِلّذِينَ هَادُوا وَالرّبّانِيّونَ وَالْأَحْبَارُ بمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَاب اللّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النّاسَ وَاخْشَوْن وَلَا تَشْتَرُوا بآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لّمْ يَحْكُم بمَا أَنزَلَ اللّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" سورة المائدة / 44.

بالإضافة إلى ذلك، فإن للدين وظيفة اجتماعية، حيث أنه وسيلة للربط بين أفراد المجتمع، وسبب لتمساك المجتمع، وذلك من خلال الضوابط الأخلاقية التي تنظم علاقة الأفراد بين بعضهم، وتخلق الألفة والرحمة في المجتمع.