منذ سنوات وأنا مولعة بالرقص بعجلة الهيلاهوب، فممارسة هذه الرياضة تريح أعصابي وتفرحني وتعطينا فوائد الرياضة في وقت قصير جداً، كما أنها لا تحتاج مني الذهاب لنادٍ رياضي ولا حتى تحتاج لمساحة كبيرة في المنزل.
بدأت قصتي مع عجلة الهيلاهوب عندما لاحظت أن وزني بدأ يزداد وبدأ كذلك نفسي يضيق من قلة الحركة؛ فكنت وقتها أذهب لعملي المكتبي في إحدى الإذاعات الأردنية وأقضي هناك 6 ساعات، وعندما أعود للمنزل أتناول الغداء وأرتاح قليلاً ثم أكمل عملي حتى المساء، ناهيك عن تناول السناك في المكتب وفي المنزل أيضاً أثناء السهرة. فلم يكن لدي متسع من الوقت للذهاب للنادي.
فقررت ممارسة التمرينات الرياضية في المنزل، وبدات فعلاً بذلك، لكن ما لبثت أن تكاسلت لأني مللتها، فبحثت عن تمرينات مسلية أكثر على اليوتيوب، ووجدت تمرينات متنوعة باستخدام الهيلاهوب، فأيقظ هذا الفيديو عشقي لهذه العجلة منذ صغري، وذهبت في نفس اللحظة لشراء عجلات الهيلاهوب بمختلف الألوان والأحجام والأوزان.
إلا أن الخبر السيء هو أنني لم أستطع أن أجعل العجلة تدور على خاصرتي ولا حتى دورة واحدة، حزنت كثيراً لأنني فقدت هذه المهارة التي كنت محترفة فيها منذ صغري! لكنني لم أيأس واستمريت في الكثير من المحاولات مع الكثير الكثير من الضحك. كنا نتنافس في المنزل على اللعبة أنا وأخي وأبي وأمي وأحياناً خالي عندما يزورنا، ونضحك على بعضنا لأن لا أحد منا كان يستطيع أن يدوّر العجلة على خصره، وكانت ردود أفعالنا طريفة جداً؛ فهناك من يحرك كل جسمه بشكل دائري بدل من تحريك خصره فقط، وهناك من يقع مع العجلة عندما تسقط أرضاً، وهناك من يجمّد جسده ويجحظ بعينيه محاولاً الحفاظ على توازنه معها!
في النهاية عادت لي مهارة اللعب على الهيلاهوب أخيراً، وكنت أمارسها لمدة نصف ساعة على الأقل يومياً، وأحياناً أشغل الموسيقى وألعب على أنغام أغاني التسعينات الحماسية التي أعشقها.
إن كنتِ عزيزتي السائلة تودين احتراف أي نوع من أنواع الرقص سواء الرقص العربي أو رقص الباليه أو الهيلاهوب أو حتى الدبكة الشعبية ذات الحركات الراقصة الشامخة والمحتشمة... فعليكِ أولاً أن تحببي نفسكِ أكثر بهذه الرقصة، فلولا خوضي في ذكريات الطفولة ومهرجانات المدرسة لما أصريت على استرجاع مهارتي في الهيلاهوب، كما أنني عندما قرأت عنها الكثير وأنها تحرق سعرات حرارية كثيرة في وقت قصير وتمنح خصراً رشيقاً وممشوقاً إن مارستها لمدة 20 دقيقة يومياً. وهذا ما شجعني عليها كثيراً، لذلك جدي الحافز الذي يحببك بالرقصة أكثر حتى تضمني الاستمرارية.
لا تنسي أن جسدك يجب أن يتمتع بالخفة والمرونة لأن حركات الرقص تستدعي ذلك كمتطلب أساسي، طبعاً أنا لا أقصد أن تكوني خفيفة الوزن، فهناك أشخاص كثر يتمتعون باللياقة البدنية والليونة لكنهم ممتلؤون، فعليكِ أولاً بممارسة بعض التمرينات الرياضية الخفيفة التي تضمن لك ذلك كالمشي واستخدام السلم بدلاً من المصعد...
شاهدي فيديوهات لأشخاص يرقصون هذه الرقصة وغازليهم! فشاهدي شموخ وخفة ممارسي الدبكة مثلاً وتخيلي نفسك واحدة منهم، وكيف أنك ستنسي العالم بأكمله عندما تشبكي الأيادي وترفعي الرأس وترتدي الزي الشعبي المحتشم... والآن أغمضي عينيك لتستشعري اللحظة.
حددي وقتاً لممارسة هذه الرقصة يومياً في البداية لتتمرني عليها جيداً، وعندما تتقنيها اتركي الأمر ولا تضعيها في جدولك اليومي حتى لا تشعري أنكِ مجبورة عليها فيقل شغفك تجاهها، مارسيها متى احتجتِ لها، عندما تكوني سعيدة كثيراً أو عندما تكونين حزينة أو مرهقة وتحتاجين للراحة والاسترخاء أو عندما تفاجئين بوزنك على الميزان!
لا تقولي أن لا وقت لديكِ للرقص، فعندما تحبينه سوف تجدي له الوقت بالتأكيد لأنه سيصبح بالنسبة لك شيء أساسي؛ فأنا أحياناً أمارس رياضة الهيلاهوب على أنغام أغنية Baby shark لأفرح ابن أختي الذي يقيم حالياً معنا في المنزل ولأسترق من يومي بعض الوقت، ولأضمن ألا تقول لي أمي أنني أضيع وقتي في الرقص بدلاً من العناية بالطفل وملاعبته!
سأعطيكِ نصيحة أتبعها أنا شخصياً في كل شيء أتعلمه... فعندما تتعلمي شيئاً وتريدين تركيزه أكثر في عقلك فعلميه لأحد ما، لأنك عندما تعملين الرقص مثلاً لأحد فإنك لا أرادياً سوف تجدين أسهل طريقة له كما أنك ستقنعي عقلك الباطن بأنك محترفة به، وهو سيتصرف على هذا الأساس.
هذا كل شيء بالنسبة للرقص وبالنسبة لتجربتي مع عجلة الهيلاهوب... لكن لا تنسي أن تقومي بتمرينات الإحماء قبل ممارسة رقصتك المفضلة وخاصة إذا كانت حركاتها سريعة حتى لا تعاني من الشد العضلي، بعدها شغلي الموسيقى واستمتعي بالرقص وراقبي كيف سيؤثر عليكِ إيجابياً من الناحية النفسية والصحية!